{فَمَرَّتْ بِهِ}(١٨٩) ومن ذلك قراءة ابن يعمر: «فمرت به»، خفيفة.
قال أبو الفتح: أصله «فمرت به» مثقلة، كقراءة الجماعة، غير أنهم حذفوا نحو هذا تخفيفا لثقل التضعيف. وحكى ابن الأعرابى فيما رويناه عنه فيما أحسب: ظنت زيدا يفعل كذا، ومنه قوله تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} فيمن أخذه من القرار لا من الوقار، وهذا الحذف فى المكسور أسوغ؛ لأنه اجتمع فيه مع التضعيف الكسرة وكلاهما مكروه، وهو قوله تعالى:{ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً} أى ظللت، وقالوا مست يده أى مسستها. وقال أبو زبيد:
خلا أن العتاق من المطايا … أحسن به فهنّ إليه شوس
أراد أحسسن، وهذا وإن كان مفتوحا فإنه قد حمّل الهمزة الزائدة، فازداد ثقلا.
وقرأ:«فمارت به» بألف عبد الله بن عمرو، وهذا من مار يمور: إذا ذهب وجاء، والمعنى واحد، ومنه سمى الطريق مورا للذهاب والمجئ عليه، ومنه المور:
التراب لذلك.
وقرأ ابن عباس:«فاستمرّت به» ومعناه مرّت مكلّفة نفسها ذلك؛ لأن استفعل إنما يأتى فى أكثر الأمر لمعنى الطلب، كقولك: استطعم أى طلب الطّعم، واستوهب: