أراد: من يتكل عليه، فحذف عليه من آخر الكلام استغناء عنها بزيادتها فى قوله:
«على من يتكل»، وإنما يريد إن لم يجد من يتكل عليه.
وعليه أيضا قول الآخر:
أتدفع عن نفس أتاها حمامها … فهلا التى عن بين جنبيك تدفع
أراد فهلا عن التى بين جنبيك تدفع، فزاد «عن» فى قوله: عن بين جنبيك، وجعلها عوضا من «عن» التى حذفها وهو يريدها فى قوله: فهلا التى، ومعناها فهلا عن التى.
وله نظائر، فعلى هذا جازت هذه القراءة، أعنى قوله:«تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة»، فى معنى عرض الآخرة وعلى تقديره. ولعمرى إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة:{وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} فإنما يريد عرض الآخرة، إلا أنه يحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه، وإذا جرّ فقالا: يريد الآخرة صار كأن العرض فى اللفظ موجود لم يحذف، فاحتمل ضعف الإعراب تجريدا للمعنى وإزالة للشك أن يظن ظان أنه يريد الآخرة إرادة مرسلة هكذا. هذا إلى ما قدمناه من حذف لفظ لمجيئه فيما قبل أو بعد.