للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: حكى سيبويه جنح يجنح، وهى فى طريق ركد يركد، وقعد يقعد، وسفل يسفل فى قربها ومعناها. ويؤكد ذلك أيضا ضرب من القياس، وهو أن جنح غير متعد، وغير المتعدى الضم أقيس فيه من الكسر. فقعد يقعد أقيس من جلس يجلس؛ وذلك أن يفعل بابه لما ماضيه فعل نحو شرف يشرف، ثم ألحق به قعد. وباب يفعل بابه لما يتعدى نحو ضرب يضرب، فضرب يضرب إذا أقيس من قتل يقتل، كما أن قعد يقعد أقيس من جلس يجلس. وقد تقصيت هذه الطريق فى كتابى المنصف.

***

{وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (٦٧) ومن ذلك قراءة ابن جمّاز: «والله يريد الآخرة»، يحملها على عرض الآخرة.

قال أبو الفتح: وجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره-أنه لما قال: «تريدون عرض الدنيا»، فجرى ذكر العرض فصار كأنه أعاده ثانيا فقال: عرض الآخرة، ولا ينكر نحو ذلك.

ألا ترى إلى بيت الكتاب:

أكلّ امرئ تحسبين امرأ … ونار توقّد بالليل نارا

وأن تقديره: وكل نار؟ فناب ذكره كلاّ فى أول الكلام عن إعادتها فى الآخر حتى كأنه قال: وكلّ نار هربا من العطف على عاملين، وهما كل وتحسبين. وعليه بيته أيضا:

إنّ الكريم وأبيك يعتمل … إن لم يجد يوما على من يتكل

<<  <  ج: ص:  >  >>