قال أبو الفتح: الذى فى هذا أنها لغة ثالثة، كقولهم: فى اللبن رغوة ورغوة ورغوة.
ولها نظائر مما جاءت فيها فعلة وفعله وفعله، منه قولهم: له صفوة مالى وصفوته وصفوته، روى ذلك أبو عبيدة. ومثله أو طأته عشوة وعشوة وعشوة، روى ذلك أبو عبيدة وابن الأعرابى.
وروى الكسائى: كلمته بحضرة فلان وحضرته، وحكى ابن الأعرابى: غشوة وغشوة وغشوة، وغلظة وغلظة وغلظة. وقالوا: شاة لجبة ولجبة ولجبة وربوة وربوة وربوة، فكذلك تكون أيضا العدوة والعدوة والعدوة. وروى ابن الأعرابى أيضا: المدية والمدية والمدية، بالفتح.
***
{فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ}(٥٧) ومن ذلك ما يروى عن الأعمش أنه قرأ: «فشرّذ بهم من خلفهم»، بالذال معجمة.
قال أبو الفتح: لم يمور بنا فى اللغة تركيب ش ر ذ، وأوجه ما يصرف إليه ذلك أن تكون الذال بدلا من الدال، كما قالوا: لحم خرادل وخراذل. والمعنى الجامع لهما أنهما مجهوران ومتقاربان.
***
{فَاجْنَحْ}(٦١) ومن ذلك قراءة الأشهب العقيلىّ: «فاجنح»، لها بضم النون.