بالباب فتجد معناه معنى قولك: خرجت فإذا الأسد بالباب لا فرق بينهما؟ وذلك أنك فى الموضعين لا تريد أسدا واحدا معينا، وإنما تريد خرجت فإذا بالباب واحد من هذا الجنس، وإذا كان كذلك جاز هنا الرفع فى {مُكاءً وَتَصْدِيَةً} جوازا قريبا، حتى كأنه قال: وما كان صلاتهم عند البيت إلا المكاء والتصدية، أى إلا هذا الجنس من الفعل.
وإذا كان كذلك لم يجر هذا مجرى قولك: كان قائم أخاك، وكان جالس أباك، لأنه ليس فى جالس وقائم من معنى الجنسية التى تلاقى معنيا نكرتها ومعرفتها على ما ذكرنا وقدمنا.
وأيضا فإنه يجوز مع النفى من جعل اسم كان وأخواتها نكرة ما لا يجوز مع الإيجاب. ألا تراك تقول: ما كان إنسان خيرا منك ولا تجيز كان إنسان خيرا منك؟ فكذلك هذه القراءة أيضا، لما دخلها النفى قوى وحسن جعل اسم كان نكرة. هذا إلى ما ذكرناه من مشابهة نكرة اسم الجنس لمعرفته، ولهذا ذهب بعضهم فى قول حسان:
كأنّ سبيئة من بيت رأس … يكون مزاجها عسل وماء
أنه إنما جاز ذلك من حيث كان عسل وماء هما جنسين، فكأنه قال: يكون مزاجها العسل والماء، فبهذا تسهل هذه القراءة، ولا يكون من القبح واللحن الذى ذهب إليه الأعمش على ما ظن.
***
{بِالْعُدْوَةِ}(٤٢) ومن ذلك قراءة الناس {بِالْعُدْوَةِ} و «العدوة»، بالضم والكسر. وقرأ