للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاءت فى شعر الأعشى وعيورة وخيوطة، وقد جاء هذا التأنيث أيضا فى فعال هذا. ذهب أبو على فى قولهم: نقاوة المتاع إلى أنه جمع نقوة، فعلى هذا جاء سقاية الحاج، فهو كتأنيث ظؤار وتؤام ونحو ذلك.

وكأن الذى آنس من قرأ «سقاة» و «عمرة» و «سقاية» وعدل إليه عن قراءة الجماعة:

{سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ} -هربه من أن يقابل الحدث بالجوهر، وذلك أن السّقاية والعمارة مصدران، ومن آمن بالله جوهر، فلا بد إذا من حذف المضاف، أى أجعلتم هذين الفعلين كفعل من آمن بالله؟ فلما رأى أنه لا بد من حذف المضاف قرأ: «سقاة» «عمرة» و «سقاية» على ما مضى.

ولست أدفع مع هذا أن يكون سقاية الحاجّ جمع ساق وعمارة المسجد الحرام جمع عامر، فيكون كقائم وقيام وصاحب وصحاب وراع ورعاء، إلا أنه أنث فعالا على ما مضى، فصار كحجارة وعيارة، وأن يكونا مصدرى سقيت وعمرت أقيس؛ لأن ذلك فى اللغة أفشى. وبنى سقاية وهو جمع ساق على التأنيث لا على أنه أنث سقاء؛ لأنه لو أراد ذلك لقال: سقاءة فهمز، كعظاءة إذا بنيت على العظاء، ويكون كل واحد منهما قائما برأسه.

***

{وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} (٢٨) ومن ذلك قراءة ابن مسعود: «وإن خفتم عائلة».

قال أبو الفتح: هذا من المصادر التى جاءت على فاعلة كالعاقبة والعافية، وذهب الخليل فى قولهم: ما باليت بالة أنها فى الأصل بالية، كالعاقبة والعافية، فحذفت لامها

<<  <  ج: ص:  >  >>