وهم إذا الخيل جالوا فى كواثبها … فوارس الخيل لا ميل ولا قزم
وإنما مقعد الفارس فى صهوة الفرس لا فى كاثبته؛ لأن المكانين لما تجاورا استعمل أحدهما موضع الآخر. ألا ترى إلى قول النابغة:
إذا عرّضوا الخطىّ فوق الكواثب …
ومحال أن يجلس الفارس موضع عرض الرمح من أدنى معرفة الفرس، فافهم بما ذكرنا ما مضى.
***
{لَوِ اِسْتَطَعْنا}(٤٢) ومن ذلك قراءة الأعمش: «لو استطعنا»» بضم الواو.
قال أبو الفتح: شبهت واو لو هذه بواو جماعة ضمير المذكرين، فضمت كما تلك مضمومة فى قول الله تعالى:{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ}. وكذلك شبهت واو الجمع هذه بواو لو فكسرت، وذلك على من قرأ:«فتمنّوا الموت»، و «الذين اشتروا الضلالة».
وهناك قراءة أخرى:«اشتروا» الضلالة، بفتح الواو ولالتقاء الساكنين. فلو قرأ قارئ متقدم «لو استطعنا» بفتح الواو لكان محمولا على قول من قال: «اشتروا الضلالة»، فأما الآن فلا عذر لأحد أن يرتجل قراءة وإن سوغتها العربية، من حيث كانت القراءة سنة متّبعة.