الأحمر لما أنفذهما إليه أبو عمرو ليسألاه عن شئ من اللغة لخلاف جرى بينه وبين عيسى بن عمر أتياه وهو يخاطب الشياطين فى صلاته: اخسأنانّ عنى، اخسأنان عنى.
وكذلك قول ذى الرمة:
وظاهر لها من يابس الشخت
فقيل له: أنشدتنا بائس فقال: يابس بائس واحد. وهذا شعر ليست عليه مضايقة الشرع.
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن عن أبى العباس أحمد بن يحيى قال: كان يحضر ابن الأعرابى شيخ من أهل مجلسه يوما ينشد:
وموضع زبن لا أريد براحه … كأنى به من شدة الروع آنس
فقال له الشيخ: ليس هكذا أنشدتنا يا أبا عبيد الله. فقال: كيف أنشدتك؟ فقال له:
وموضع ضيق، فقال: سبحان الله! تصحبنا منذ كذا وكذا سنة ولا تعلم أن الزبن والضيق شئ واحد؟ فهذا لعمرى شائع لأنه شعر وتحريفه جائز، لأنه ليس دينا ولا عملا مسنونا.