قال أبو الفتح: أخبرنا بهذه الحكاية أبو بكر جعفر بن على بن الحجاج عن أبى خليفة الفضل بن الحباب عن محمد بن سلام.
فأما التنوين فإنه وإن كان غير مسموع إلا فى هذه القراءة فإن قياسه أن تكون ألفه للإلحاق لا للتأنيث، كتترى فيمن نون وجعلها ملحقة بجعفر.
وكان الأشبه بقدر سيبويه ألا يقف فى قياس ذلك وألا يقول: لا أدرى. ولولا أن هذه الحكاية رواها ابن مجاهد ورويناها عن شيخنا أبى بكر لتوقفت فيها. فأما أن يقول سيبويه: لم يقرأ بها أحد فجائز. يعنى فيما سمعه، لكن لا عذر له فى أن يقول: لا أدرى لأن قياس ذلك أخف وأسهل على ما شرحنا من كون ألفه للإلحاق.
***
{التّائِبُونَ الْعابِدُونَ}(١١٢) ومن ذلك قراءة الجماعة: {التّائِبُونَ الْعابِدُونَ} وفى قراءة أبى وعبد الله بن مسعود، ويروى أيضا عن الأعمش:«التائبين العابدين».
قال أبو الفتح: أما رفع {التّائِبُونَ الْعابِدُونَ} فعلى قطع واستئناف، أى هم التائبون العابدون. وأما «التائبين العابدين» فيحتمل أن يكون جرّا وأن يكون نصبا: أما الجر فعلى أن يكون وصفا للمؤمنين فى قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ اِشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ}«التائبين العابدين». وأما النصب فعلى إضمار فعل لمعنى المدح، كأنه قال: أعنى أو أمدح «التائبين العابدين»، كما أنك مع الرفع أضمرت الرافع لمعنى المدح.
***
{وَما كانَ اِسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ}(١١٤) ومن ذلك قراءة طلحة: «وما يستغفر إبراهيم لأبيه»»، ورويت عنه أيضا:«وما استغفر إبراهيم لأبيه».