«ورضوان خير أم من أسس بنيانه» فى وزن فعل. وقرأ:«أساس بنيانه» بفتح الألف وألف بين السينين نصر بن على بخلاف، وروى عنه أيضا:«أسّ بنيانه» برفع الألف وخفض النون فى بنيانه، والسين مشددة.
قال أبو الفتح: يقال هو أس الحائط وأساسه، فعل وفعال. وقد قالوا: له أسّ بفتح الألف، وقد أسّ البناء يؤسه أسّا: إذا بناه على أساس. وقالوا فى جمع أس: آساس كقفل وأقفال، وقالوا فى جمع أساس إساس وأسس. ونظير أساس وإساس ناقة هجان ونوق هجان، ودرع دلاص وأدرع دلاص، وإن كان هذا مكسور الأول، فإن فعالا وفعالا تجريان مجرى المثال الواحد. ألا ترى كل واحد منهما ثلاثيا وفيه الألف زائدة ثالثة؟ وقد اعتقبا أيضا على المعنى الواحد فقالوا: أوان وإوان، ودواء، ودواء وحصاد وحصاد، وجزاز وجزاز وجرام وجرام.
وقد يجوز أن يكون إساس جمع أسّ كبرد وبراد، وقد يجوز أن يكون جمع أس كفرخ وفراخ. وأما أسس فجمع أساس، كقذل وقذال. قال كذّاب بنى الحرماز:
وأس مجد ثابت وطيد … نال السماء فرعه المديد
*** {عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ}(١٠٩) ومن ذلك ما حكاه ابن سلام قال: قال سيبويه: كان عيسى بن عمر يقرأ: «على تقوى من الله» قلت: على أى شئ نوّن؟ قال: لا أدرى ولا أعرفه. قلت: فهل نوّن أحد غيره؟ قال: لا.