ويدلك على تمكن أمر الحاضر أنك لا تأمر الغائب بالأسماء المسمى بها الفعل فى الأمر نحو: صه، ومه، وإيه، وإيها، وحيّهل، ودونك، وعندك، ونحو ذلك.
لا تقول: دونه زيدا، ولا عليه جعفرا كقولك: دونك زيدا، وعليك سعدا. وقد شذ حرف من ذلك فقالوا: عليه رجلا ليسنى. ولهذا المعنى قوى ضمير الحاضر على ضمير الغائب فقالوا: أنت وهو، فلما صاغوا لهما اسما واحدا صاغوه على لفظ الحضور لا لفظ الغيبة، فقالوا: أنتما، فضموا الغائب إلى الحاضر، ولم يقولوا: هما، فيضموا الحاضر إلى الغائب، فهذا كله يريك استغناءهم بقم عن لتقم ونحوه.
وكأنّ الذى حسن التاء هنا أنه أمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتاء لأنها أذهب فى قوة الخطاب، فاعرفه، ولا تقل قياسا على ذلك: فبذلك فلتحزنوا؛ لأن الحزن لا تقبله النفس قبول الفرح، إلا أن تريد إصغارهم وإرغامهم، فتؤكد ذلك بالتاء على ما مضى.
***
{فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ}(٧١) ومن ذلك قراءة أبى عبد الرحمن والحسن وابن أبى إسحاق وعيسى الثقفىّ وسلاّم ويعقوب، ورويت عن أبى عمرو:«فأجمعوا أمركم وشركاؤكم»، مكسورة الميم ورفع «شركاؤكم».
وقرأ:«فاجمعوا أمركم»، غير مهموزة والميم مفتوحة و «شركاءكم» نصبا الأعرج وأبو رجاء وعاصم الجحدرى والزهرى، وروى عن الأعمش. وفى قراءة أبىّ:«وادعوا شركاءكم ثم اجمعوا أمركم».