للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأسد وأسد ووثن ووثن. وقد قالوا فى جمع صنو: أصناء، فهذا كقنو وأقناء. ونظير صنو وصنوان فى اتفاق اللفظين واختلاف التقديرين مما جاء على فعل وفعلان قولهم: قنو وقنوان، وحسل وحسلان، ورئد ورئدان، وخشف وخشفان، وسيد وسيدان. هذا هو الظاهر ومثله كير الحداد وكيران، وشيح وشيحان، وخيط وخيطان من النعام، وخرص الرمح وخرصان، وشقد وشقدان، ونسوة ونسوان.

وأما «صنوان»، بفتح الصاد فليس من أمثلة التكسير، وإنما هو اسم للجمع بمنزلة الباقر والجامل والسامر والدابر. وعلى أن قطربا لم يحك فتح الصاد، وكذلك أبو حاتم فى كتابه الذى نرويه عنه فى القرآن. فإن صح فتح الصاد من «صنوان» فهو على ما ذكرناه من كونه اسما للجمع، لا مثالا من أمثلة التكسير. ومثله مما جاء اسما مفردا للجميع غير مكسر قولهم: السعدان والضّمران.

***

{الْمَثُلاتُ} (٦)

ومن ذلك قراءة عيسى الثقفى وطلحة بن سليمان: «المثلات» (١)، وقرأ: «المثلات» (٢) يحيى بن وثاب، وقراءة الناس: {الْمَثُلاتُ}.

قال أبو الفتح: روينا عن أبى حاتم قال روى: زائدة، عن الأعمش، عن يحيى: المثلات، بالفتح والإسكان. قال: وقال زائدة: وربما ثقّل سليمان-يعنى الأعمش- يقول: «المثلات».

وأصل هذا كله المثلات، بفتح الميم وضم الثاء، ويقال: أمثلت الرجل من صاحبه إمثالا، واقصصته منه إقصاصا بمعنى واحد، والاسم المثال كالقصاص.

فأما من قرأ «المثلات» فعلى أصله، كالسمرات جمع سمرة، والثمرات جمع ثمرة.

ومن قال: «المثلات»، بضم الميم وسكون الثاء احتمل عندنا أمرين: أحدهما: أن يكون أراد: المثلات، ثم آثر إسكان الثاء استثقالا للضمة ففعل ذلك، إلا أنه نقل الضمة إلى الميم فقال: المثلات، كما قالوا فى عضد: عضد، وفى عجز عجز.

&


(١) وقراءة الأعمش، وطلحة بن مصرف. انظر: (القرطبى ٢٨٥/ ٩، الكشاف ٣٥٠/ ٢، البحر المحيط ٣٣٦/ ٥، مجمع البيان ٣٥٠/ ٢، العكبرى ٣٤/ ٢، الرازى ١١/ ١٩).
(٢) وقراءة الأعمش. انظر: (الكشاف ٣٥٠/ ٢، الرازى ١١/ ١٩، القرطبى ٢٨٤/ ٩، العكبرى ٣٤/ ٢، البحر المحيط ٣٦٦/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>