للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآخر أن يكون خفف فى الواحد فصار مثلة إلى مثلة، ثم جمع على ذلك فقال: المثلات.

فإن قيل: فهلا أتبع الضمّ الضمّ فقيل: المثلات، كما تقول فى غرفة: غرفات، وفى حجرة حجرات-ففى ذلك جوابان.

أحدهما: أنه إنما كره المثلة مع فتح الميم أفيجمع فى المثلات بين ضمتين، فيصير إلى أثقل مما هرب منه؟.

والآخر: أنه لو جمع مثلة بعد أن غيرها عن مثلة على مثلات لكان كأنه جمع مثلة مرتجلة على فعلة، كحجرة وظلمة، فأقرها على سكون الثاء بحاله لذلك.

فإن قيل: هلا لم يجمع بين الضمتين لكن فتح الثاء، فقال: المثلات هربا إلى الخفة بالفتح كظلمات وغرفات-قيل: لو كان ممن يرى هذا لأقر المثال الأول بحاله، فقال: المثلات لأنه إذا فعل ذلك فإنما جمع بين ضمة وفتحة أيضا، فإذا انصرف عن ذلك البتة فلا وجه لمعاودة ما كأنه هو، فضمّ الميم وأسكن الثاء، فقال: المثلات واستغنى عن التعسف بالكلمة إلى هذه الغاية المستبعدة، ثم إنها مع ذلك غير مفيدة ولا مجدية فهذا هذا.

وروينا عن قطرب أن بعضهم قرأ: «المثلات» بضمتين، فهذا إما عامل الحاضر معه فثقّل عليه، وإما فيها لغة أخرى، وهى مثلة، كبسرة، فيمن ضم السين، وإما فيها لغة ثالثة وهى مثلة كغرفة.

وأما من قال: «المثلات» بفتح الميم وسكون الثاء فإنه أسكن عين المثلات استثقالا لها فأقر الميم المفتوحة. وإن شئت قلت: أسكن عين الواحد فقال: مثلة، ثم جمع وأقر السكون بحاله ولم يفتح الثاء كما قال فى جفنة وتمرة: جفنات وتمرات، لأنها ليست فى الأصل فعلة، وإنما هى مسكّنة من فعلة، ففصل بذلك بين فعلة مرتجلة وفعلة مصنوعة منقولة من فعلة على ما ترى.

وإن شئت قلت: قد أسكن الثاء تخفيفا، فلم يراجع تحريكها إلا بحركتها الأصلية لها. وقد يمكن أيضا أن يكون من قال: المثلات ممن يرى إسكان الواحد تخفيفا، فلما صار إلى الجمع وآثر التحريك فى الثاء عاود الضمة لأنها هى الأصل لها ولم يرتجل لها فتحة أجنبية عنها، كل ذلك جائز.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>