للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاّقُ} (٨٦)

ومن ذلك قراءة مالك بن دينار والجحدرى والأعمش: «إنّ ربّك هو الخالق» (١).

قال أبو الفتح: فى هذه القراءة دليل على أن فعل الخفيفة فيها معنى الكثرة كفعّل الثقيلة، ألا ترى إلى قراءة الجماعة: {الْخَلاّقُ؟} وهذا للكثرة لا محالة. نعم، وقد قرن به العليم، وفعيل للكثرة. وكأن الخلاّق الموضوع للكثرة أشبه بعليم؛ لأنه موضوع لها، فلولا أدن فى خلق معنى الكثرة لما عبّر بخالق عن معنى خلاّق. ومنه قوله: {غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ} (٢) ألا تراها فى معنى غفار وقبّال؟ وعليه ما أنشده أبو الحسن:

أنت الفداء لقبلة هدّمتها … ونقرتها بيديك كلّ منقّر

فوضع «نقرت» موضع نقّرت، وعليه جاء بالمصدر، فقال: كل منقّر. وعلة هذا هو ما تعلم من وقوع المصدر دالا على الجنس، وإذا أفضت بك الحال إلى عموم الجنسية فقد اغترقت وتجاوزت حد الشّياع والكثرة.

***


(١) وقراءة أبىّ، والمطوعى، وعثمان، وزيد بن على. انظر: (الكشاف ٣٨٧/ ٢، البحر المحيط ٤٦٥/ ٥، الإتحاف ٢٧٦).
(٢) سورة غافر الآية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>