للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ} (١)، وقال تعالى: {يا عِبادِ فَاتَّقُونِ} (٢)، وهو كثير. وقال: {وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} (٣). ومن أبيات الكتاب: (٤)

أتوعدنى بقومك يابن حجل … أشابات يخالون العبادا؟ (٥)

بما جمّعت من حضن وعمرو … وما حضن وعمرو والجيادا؟ (٦)

أى يخالون عبيدا؛ أى مماليك. ويقال: العباد قوم من قبائل شتى من العرب، اجتمعوا على النصرانية، فأنفوا أن يسمّوا العبيد. فقالوا: نحن العباد.

***

{فَجاسُوا} (٥)

ومن ذلك قراءة أبى السّمّال: «فحاسوا»، بالحاء (٧).

قال أبو الفتح: قال أبو زيد، أو غيره: قلت له: إنما هو «فجاسوا»، فقال: حاسوا وجاسوا واحد، وهذا يدل على أن بعض القراءة يتخير بلا رواية، ولذلك نظائر.

***

{لِيَسُوؤُا} (٧)

ومن ذلك قراءة أبىّ بن كعب: «لنسوءا»، بالتنوين (٨).

&


(١) سورة الحجر الآية (٤٢).
(٢) سورة الزمر الآية (١٦).
(٣) سورة فصلت الآية (٤٦).
(٤) قال فى الكتاب: وزعم أبو الخطاب أنه سمع بعض العرب الموثوق بهم ينشد هذا البيت نصبا فذكره الكتاب ٣٠٤/ ١.
(٥) انظر: (الكتاب ٣٠٤/ ١، أمالى ابن الشجرى ١٥٣).
(٦) الأشابات: الأخلاط من الناس. جمع أشابة بالضم، ونصبها على الذم. والعباد: جمع عبد، قال ابن الشجرى يقولون: نحن عباد الله، لا يكادون يضيفونه إلى الناس ولكنه جعل العباد هنا بمعنى العبيد. ووقع فى الكتاب ٣٠٤/ ١: «وما حضن وعمرو والجيادا». وحضن: بطن من بنى القين كما فى تاج العروس ١٨٢/ ٩، وعمرو: قبيلة أيضا. والجياد: جمع الجواد من الخيل؛ أى ليسا من الجياد وركوبها فى شئ، ليسوا فرسانا معروفين. والشاهد فيه نصب «الجياد» حملا على معنى الفعل، أى وملابستهما الجياد.
(٧) وقراءة ابن عباس، وطلحة. انظر: (الكشاف ٤٣٨/ ٢، القرطبى ٣١٦/ ١٠، العكبرى ٤٨/ ٢، مجمع البيان ٣٩٧/ ٦).
(٨) انظر: (القرطبى ٢٢٣/ ١٠، البحر المحيط ١١/ ٦، الفراء ١١٧/ ٢، الكشاف ٤٣٩/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>