للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: لم يذكر أبو حاتم التنوين، لكنه قال: وبلغنى أنها فى مصحف أبىّ: «ليسئ»، بالياء مضمومة بغير واو. فأما التنوين فى: «لنسوءا» فطريق القول عليه أن يكون أراد الفاء فحذفها، كما قال فى موضع آخر، أى «فلنسوءا وجوهكم» على لفظ الأمر، كما تقول: إذا سألتنى فلأعطينك، كأنك تأمر نفسك، ومعناه فلأعطينك. واللامان بعده للأمر أيضا، وهما: {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ. .}. {. . . وَلِيُتَبِّرُوا} (١). ويقوى ذلك أنه لم يأت لإذا جواب فيما بعد، فدل على أن تقديره فلنسوءا وجوهكم، أى فلنسوءنّ وجوهكم.

***

{أَمَرْنا} (١٦)

ومن ذلك قراءة على بن أبى طالب عليه السلام: «آمرنا» (٢) فى وزن عامرنا، واختلف عن ابن عباس والحسن وأبى عمرو وأبى العالية وقتادة وابن كثير وعاصم والأعرج، وقرأ بها ابن أبى إسحاق وأبو رجاء والثقفى وسلام وعبد الله بن أبى يزيد والكلبى.

وقرأ «أمّرنا» مشدّدة الميم (٣)، ابن عباس بخلاف، وأبو عثمان النهدىّ، وأبو العالية بخلاف، وأبو جعفر محمد بن على-بخلاف-والحسن-بخلاف وأبو عمرو- بخلاف-والسّدّى وعاصم، بخلاف.

وقرأ: «أمرنا»، بكسر الميم، بوزن عمرنا (٤) -الحسن ويحيى بن يعمر.

قال أبو الفتح: يقال: أمر القوم إذا كثروا، وقد أمرهم الله؛ أى: كثّرهم. وكان أبو


(١) سورة الإسراء الآية (٧).
(٢) وقراءة نافع، ويعقوب، وعيسى، وأبى حيوة، وحماد بن سلمة، وخارجة. انظر: (الفراء ١١٩/ ٢، السبعة ٣٧٩، النشر ٣٠٦/ ٢، الإتحاف ٢٨٢، التبيان ٤٥٨/ ٦، الطبرى ٤٢/ ١٥، القرطبى ٢٣٣/ ١٠، البحر المحيط ٢٠/ ٦).
(٣) وقراءة زيد بن على، ومجاهد، وأبى رجاء. انظر: (السبعة ٣٧٩، الفراء ١١٩/ ٢، البحر المحيط ٢٠/ ٦، القرطبى ٢٣٢/ ١٠، الطبرى ٤٢/ ١٥، مجمع البيان ٤٠٥/ ٦، الرازى ١٧٧/ ٢٠، الكشاف ٤٤٢/ ٢).
(٤) وقراءة ابن عباس، وعكرمة. انظر: (القرطبى ٢٣٣/ ١٠، البحر المحيط ٢٠/ ٦، التبيان ٤٥٨/ ٦، الفراء ١١٩/ ٢، الأخفش ١١٩/ ٢، مجمع البيان ٤٠٥/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>