للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكم من عائب قولا صحيحا … وآفته من الفهم السقيم (٢)

ولكن تأخذ الأذهان منه (١) … على قدر القرائح والعلوم (٣)

***

{خِطْأً} (٣١)

ومن ذلك قراءة الحسن: «خطاء»، بخلاف (٤).

وقرأ: «خطا» غير ممدود، والخاء منصوبة خفيفة-الحسن، بخلاف (٥).

وقرأ: «خطا» -بكسر الخاء غير ممدود-أبو رجاء والزهرى (٦).

وقرأ: «خطئا» -فى وزن خطعا-ابن عامر، بخلاف (٧).

قال أبو الفتح: أما «خطاء» فاسم بمعنى المصدر، والمصدر من أخطأت: إخطاء، والخطاء من أخطأت كالعطاء من أعطيت. ويقال: خطئ يخطأ خطئا وخطأ، هذا فى الدّين، وأخطأت الغرض ونحوه. وقد يتداخلان فيقال: أخطأت فى الدّين، وخطئت فى الرأى ونحوه. قال (٨):


(١) فى الديوان ٢٤٦/ ٤: «ولكن تأخذ الآذان منه».
(٢) الآفة: العاهة، والضمير فى آفته: للقول، وهذا المعنى من قول أبى تمام وقد قال له أبو سعيد الضرير: يا أبا تمام لم لا تقول ما يفهم؟ فقال له: يا أبا سعيد: لم لا تفهم ما يقال؟.
(٣) القريحة-فى الأصل-أول ما يخرج من البئر حين تحفر، وقريحة الإنسان: طبيعته التى جبل عليها؛ لأنها أول خلقته، ويقال لفلان قريحة جيدة، يراد استنباط العلم بجودة الطبع. يقول: إن كل أذن تأخذ مما تسمع على قدر قريحة صاحبها وعلمه: يعنى أن الغبى الجاهل إذا سمع شيئا لم يفهمه ولم يعلمه وكل أحد يدرك ما يسمع على قدر طبعه وعلمه، فإذا عاب إنسان قولا صحيحا فذلك لأنه لم يفهمه وإنما أتى من السقيم قريحة. هذا معنى رائع بديع، وهو كثير، قال جل شأنه: وإذا لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ. انظر: (شرح ديوانه ٤،٢٤٦،٢٤٧.)
(٤) انظر: (القرطبى ٢٥٣/ ١٠ الفراء ١٢٣/ ٢، الكشاف ٤٤٨/ ٢، الطبرى ٥٧/ ١٥، البحر المحيط ٣٢/ ٦، مجمع البيان ٤١٢/ ٦).
(٥) انظر: (القرطبى ٢٥٣/ ١٠ البحر المحيط ٣٢/ ٦، الكشاف، مجمع البيان ١١٢/ ٦).
(٦) انظر: (الكشاف ٤٤٨/ ٢، البحر المحيط ٣٢/ ٦، النشر ٣٠٧/ ٢، العكبرى ٥٠٢/ ٢).
(٧) وقراءة الحسن وابن عباس. انظر: (القرطبى ٢٥٣/ ١٠ الرازى ١٩٧/ ٢٠، الإتحاف ٢٨٣، البحر المحيط ٣٣/ ٦، الكشاف ٤٤٨/ ٢).
(٨) هذا البيت لأوس بن غلفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>