للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نبّئت أنّ النّار بعدك أوقدت … واستبّ بعدك يا كليب المجلس (١)

قال أبو حاتم: ضاقت صدروهم لما سمعوا هدّمت صلوات، فعدلوا إلى بقية القراءات، وقال الكلبى: «صلوت»: مساجد اليهود، وقال الجحدرى: «صلوت»: مساجد النصارى، وعندنا من خارج باب الموصل بيوت يدفن فيها النصارى تعرف بالباصلوث، بثاء منقوطة بثلاث، وقال قطرب: صلوث بالثاء: بعض بيوت النصارى، قال: والصلوث: الصوامع الصغار لم يسمع لها بواحد، قال: وقال ابن عباس: «صلوات»: كنائس اليهود، وصوامع الرهبان، وبيع النصارى.

وقال أبو حاتم: قال الحسن: تهديمها: تعطيلها، وقول الله سبحانه: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى،} ثم قال: {وَلا جُنُباً إِلاّ عابِرِي سَبِيلٍ} (٢)، فهذا يدل على أن المراد: لا تقربوا المسجد، فقال: «الصلاة».

***

{وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} (٤٥)

ومن ذلك قراءة الجحدرىّ: «وبئر معطلة»، ساكنة العين (٣).

قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون ذلك على عطلت أو أعطلت أو فهى عاطل، وأعطلتها فهى معطلة، فيكون منقولا من ثلاثىّ على فعلت أو فعلت، والفتح أولى بالعين فيه من الكسر؛ لأن عطل يقال للمرأة إذا عطلت من الحلى، كما قال فى ضده: حليت فهى حالية، وقالوا: امرأة عاطل بلا هاء، كأخواتها من طاهر وطامث.

***

{فَلا يُنازِعُنَّكَ} (٦٧)

ومن ذلك قراءة لاحق بن حميد: «فلا ينزعنّك» (٤).

قال أبو الفتح: ظاهر هذا فلا يستخفنّك عن دينك إلى أديانهم، فيكون بصورة


(١) قال الأصمعى: المجلس: الناس. انظر: (الأمالى ١٢٧/ ١).
(٢) سورة النساء الآية (٤٣).
(٣) وقراءة الحسن. انظر: (الكشاف ١٧/ ٣، الرازى ٤٤/ ٢٦، النحاس ٤٠٦/ ٢، البحر المحيط ٣٧٦/ ٦).
(٤) انظر: (القرطبى ٩٤/ ١٢، الكشاف ٢١/ ٣، الرازى ٦٤/ ٢٣، البحر المحيط ٣٨٨/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>