للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ: «وصلوت» أبو العالية-بخلاف-والحجاج بن يوسف-بخلاف-والكلبى.

وقرأ: «وصلوب» الحجاج، ورويت عن الجحدرى.

وقرأ: «وصلوات» (١) جعفر بن محمد.

وقرأ: «وصلوتا» مجاهد (٢).

وقرأ: «وصلوات» الجحدرى والكلبىّ، بخلاف.

وقرأ: «وصلويتا» عكرمة (٣).

قال أبو الفتح: اعلم أن أقوى القراءات فى هذا الحرف هو ما عليه العامة، وهو: «صلوات» ويلى ذلك «صلوات» و «صلوات» و «صلوات». فأما بقية القراءات فيه فتحريف وتشبث باللغة السريانية واليهودية.

وذلك أن الصلاة عندنا من الواو، يدلك على ذلك ما كان رآه أبو على فيها، وذلك أنها من الصّلوين وهما مكتنفا ذنب الفرس وغيره مما يجرى مجرى ذلك، قال واشتقاقه منه أن تحريك الصلوين أول ما يظهر من أفعال الصلاة. فأما الاستفتاح ونحوه من القراءة والقيام فأمر لا يظهر، ولا يخص ما ظهر منه الصلاة، لكن الركوع أول ما يظهر من أفعال المصلّى. وقولهم أيضا فى الجمع: صلوات، قاطع بكون اللام واوا، وإنما ذكرنا وجه اشتقاقها من الصلوين. فصلوات جمع صلاة، كقنوات من قناة.

وأما «صلوات» و «صلوات» فجمع صلوة، وإن كانت غير مستعملة. ونظيرها حجرة وحجرات وحجرات. وأما «صلوات» فكأنه جمع صلوة كرشوة ورشوات، وهى أيضا مقدّرة وغير مستعملة، كتقدير «صلوة». وقد تكون «صلوات» بفتح اللام أيضا جمع صلاة، كطلاة وطليات. وإنما بدأنا بقولنا إنها جمع صلوة كحجرات جمع حجرة، ولم نقدم ذكر صلاة المتقدرة؛ ليقل تقدير ما لم يخرج إلى الاستعمال.

ومعنى «صلوات» هنا: المساجد، وهى على حذف المضاف؛ أى: مواضع «الصلوات»، ومنه قولهم: صلّى المسجد؛ أى: أهله. وأذّن المسجد؛ أى: مؤذنه. وقال (٤):


(١) انظر: (العكبرى ٧٩/ ٢، القرطبى ٧١/ ١٢، البحر المحيط ٣٧٥/ ٦، مجمع البيان ٨٥/ ٧).
(٢) انظر: (البحر المحيط ٣٧٧/ ٦).
(٣) وصلويتى وهى مصحفة هنا والصحيح ما أثبتناه. انظر: (القرطبى ٧١/ ١٢، البحر المحيط ٣٧٥/ ٦).
(٤) البيت للمهلهل بن ربيعة، كما فى أمالى ابن القالى ١٢٧/ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>