للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أى: تنبت ودهنها فيها، وكذلك من قرأ: «تنبت»، أى: تنبت على هذه الحال، وكذلك أيضا من قرأ: «تنبت بالدهن» (١) قد حذف مفعولها، أى: تنبت ما تنبته ودهنها فيها. وذهبوا فى قول زهير (٢):

. . . حتّى إذا أنبت البقل (٣)

إلى أنه فى معنى نبت وأنها لغة: فعلت وأفعلت. وقد يجوز أن يكون على هذا؛ أى: محذوف المفعول، أى: حتى إذا أنبت البقل ثمره. ونحن نعلم أيضا أن الدهن لا ينبت الشجرة، وإنما ينبتها الماء. ويؤكد ذلك أيضا قراءة عبد الله: «تخرج بالدّهن»، أى: تخرج من الأرض ودهنها فيها.

فأما من ذهب إلى زيادة الباء، أى: تنبت الدهن، فمضعوف المذهب، وزائد حرفا لا حاجة به إلى اعتقاد زيادته مع ما ذكرناه من صحة القول عليه، وكذلك قول عنترة (٤):

شربت بماء الدّحرضين. . . . (٥)


(١) وقراءة ابن كثير، وأبى عمرو، ورويس، وابن محيصن، واليزيدى، وسلام، وسهل، والجحدرى، وزر بن حبيش. انظر: (الإتحاف ٣١٨، الطبرى ١٢/ ١٨، السبعة ٤٤٥، النشر ٣٢٨/ ٢، الكشاف ٢٩/ ٣، الكشف ١٢٧/ ٢، الفراء ٢٣٣/ ٢، مجمع البيان ١٠٢/ ٧، النشر ٣٢٨/ ٢، البحر المحيط ٤٠١/ ٦، التبيان ٣١٤/ ٧، العنوان ١٢٩، مغنى اللبيب ٩٦/ ١. لسان العرب «نبت»).
(٢) من قصيدته التى مطلعها: صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو وأقفر من سلمى التعانيق فالثقل انظر: (ديوانه ٥٨).
(٣) البيت بتمامه: رأيت ذوى الحاجات حول بيوتهم قطينا بها حتى إذا أنبت البقل انظر: (ديوانه ٦٢).
(٤) من معلقته الشهيرة التى مطلعها: هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم انظر: (شرح القصائد السبع الطوال ٢٩٤).
(٥) البيت بتمامه: شربت بماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم شربت بماء الدحرضين: أراد: من ماء الدحرضين، فالباء بمعنى من. حكى عن العرب: سقاك الله بحوض الرسول، أى من حوض الرسول صلّى الله عليه وسلّم. والدحرضان: ماءان يقال لأحدهما دحرض والآخر وسيع، فلما جمعهما غلب أحد الاسمين، كما قال الآخر، أنشده الفراء: فبصرة الأزد منا والعراق لنا والموصلان ومنا مصد فالحرم

<<  <  ج: ص:  >  >>