للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما قراءة عبد الرحمن بن أبى بكرة: «يسارع» بكسر الراء، وبالياء فلا حاجة به إلى تقدير حذف الضمير؛ لأن فى الفعل ضميرا يعود على «ما» من قوله: {أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ}.

***

{يُؤْتُونَ ما آتَوْا} (٦٠)

ومن ذلك قراءة النبى صلّى الله عليه وسلّم وعائشة وابن عباس وقتادة والأعمش: «يأتون ما أتوا» قصرا (١).

قال أبو الفتح: قال أبو حاتم-فيما روينا عنه-يأتون ما أتوا، قصرا؛ أى: يعملون العمل وهم يخافونه ويخافون لقاء الله ومقام الله، قال: ومعنى قوله: {يُؤْتُونَ ما آتَوْا} يعطون الشئ فيشفقون ألاّ يقبل منهم. وحكى عن إسماعيل بن خلف قال: دخلت مع عبيد الله بن عمير الليثى على عائشة رضى الله عنها، فرحّبت به، فقال لها: جئتك لأسألك عن آية فى القرآن. قالت أىّ آية هى؟ فقال: «الذين يأتون ما أتوا»، أو {يُؤْتُونَ ما آتَوْا؟} فقالت: أيّتهما أحب إليك؟ قال: فقلت: لأن تكون «يأتون ما أتوا» أحب إلىّ من الدنيا جميعا، فقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «يأتون ما أتوا» ولكن الهجاء حرّف.

***

{أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ} (٦١)

ومن ذلك قراءة الحرّ: «أولئك يسرعون فى الخيرات» (٢)، أى يكونون سراعا.

قال أبو الفتح: يقال سرع إلى الشئ وأسرع إليه، وقوله: «يسرعون فى الخيرات»؛ أى: يكونون سراعا إليها وفى عملها. وأما {يُسارِعُونَ} فيسابقون، فمفعوله إذا محذوف؛ أى: يسارعون من يسارعهم إليها، كقولك: يسابقون إليها وفيها؛ أى: يسابقون من يسابقهم إليها.

***


(١) وقراءة الحسن، والنخعى. انظر: (العكبرى ٨٢/ ٢، القرطبى ١٣٢/ ١٢، الكشاف ٣٥/ ٣، الفراء ٢٣٨/ ٢، الرازى ١٠٧/ ٢٣، البحر المحيط ٤١٠/ ٦).
(٢) انظر: (القرطبى ١٣٣/ ١٢، الكشاف ٣٥/ ٣، البحر المحيط ٤١١/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>