للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: أقوى من هذا: {جَوابَ قَوْمِهِ} بالنصب، ويجعل اسم كان قوله: {أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ:} لشبه أن بالمضمر، من حيث كانت لا توصف كما لا يوصف. والمضمر أعرف من هذا المظهر، وقد تقدم القول فى ذلك.

***

{أَمَّنْ خَلَقَ} (٦٠)

ومن ذلك قراءة الأعمش، وقد اختلف عنه-: «أمن خلق»، خفيفة الميم.

قال أبو الفتح: «من» هنا خبر بمنزلة الذى، وليست باستفهام كقراءة الجماعة: «أم من خلق» فكأنه قال: الذى خلق السموات والأرض، وأنزل لكم من السماء ماء، فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها خير أم ما تشركون، ثم حذف الخبر الذى هو خير أم ما تشركون؛ لدلالة ما قبله عليه، وهو قوله تعالى: {آللهُ خَيْرٌ} أم ما {يُشْرِكُونَ} (١) وما يحذف خبره لدلالة ما هناك عليه أكثر من أن يحصى، فابن على هذا.

***

{أَيّانَ يُبْعَثُونَ} (٦٥)

ومن ذلك قراءة السّلمى: «إيّان يبعثون» (*١) بكسر الهمزة.

قال أبو الفتح: قد تقدم القول على كسر هذه الهمزة فيما مضى من الكتاب.

***

{بَلِ اِدّارَكَ عِلْمُهُمْ} (٦٦)

ومن ذلك قراءة سليمان بن يسار وعطاء بن السائب: «بل ادرك علمهم» (٢)، بفتح اللام، ولا همز، ولا ألف.


(١) سورة النمل الآية (٥٩).
(*١) انظر: (الكشاف ١٥٦/ ٣، البحر المحيط ٩٢/ ٧، الرازى ٢١١/ ٢٤، الآلوسى ١٣/ ٢٠)، «وقال: هى لغة بنى سليم».
(٢) وقراءة ورش. انظر: (الكشاف ١١٦/ ٣، البحر المحيط ٩٢/ ٧، العكبرى ٩٤/ ٢، مجمع البيان ٢٣٠/ ٧، النحاس ٥٣١/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>