للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه، والمنهىّ عنه؛ فلان جانبه، ونعم وعذب فى أنفسهم؛ فبنوه على فعل لتنقلب الواو ياء، ومصدره على الفعال؛ لعذوبته بالفتحتين والألف. وهذه أماكن إن رفقت بها، وسانيتها، وتأنّيتها، ولم تبء عليها وتختبطها-أولتك جانبها، وأركبتك ذروتها، وقبلتك لها ضيفا، وبسطتك يدا وسيفا. وإن أخلدت بها إلى ضد هذا أخلدت بك إلى ضده، فتلافيا ورفقا، لا مغالاة ولا خرقا.

***

{عِفْرِيتٌ} (٣٩)

ومن ذلك قراءة أبى رجاء وعيسى الثقفىّ: «عفرية» (١).

قال أبو الفتح: هو العفريت. يقال: رجال عفرية نفرية إتباعا: إذا كان خبيثا داهيا. وقالوا: تعفرت الرجل: إذا صار عفريتا، أى خبيثا. وهذا مثال غريب؛ لأن وزنه تفعلت. ونحوه من المثل الغريبة فى الفعل قولهم: يرنأ الرجل لحيته: إذا صبغها باليرنّاء، وهو الحناء؛ فيرنأ على ما ترى يفعل، ومضارعه ييرنئ ييفعل، واسم الفاعل ميرنئ، وهو ميفعل.

وأصل العفريت من العفر، وهو التراب، كأنه يختل قرنه فيصرعه إلى العفر. ومنه قيل للأسد: عفرنى، وللناقة الشديدة: عفرناة. قال الأعشى (*١):

بذات لوث عفرناة إذا عثرت … فالنّعس أدنى لها من أن أقول لعا

ومنه عفرية الرأس: للشعر الذى عليه؛ وذلك لأن قصاراه أن يحلق فيصير إلى التراب، أو يصير ترابا ومنه اليعفور لولد الظبية؛ لأنه لصغره ما يلزق بالتراب، أو لأن لونه لون التراب. ومنه ليث عفرّين؛ لأنه دابة يلزم التراب.

***

{فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ} (٥٦)

ومن ذلك قراءة الحسن: «فما كان جواب قومه» (٢) برفع الباء.


(١) وقراءة أبى السمال، وأبى بكر الصديق. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٠٩، الكشاف ١٤٨/ ٣، النحاس ٥٢٣/ ٢، مجمع البيان ٢٢٢/ ٧، البحر المحيط ٧٦/ ٧، الآلوسى ٢٠٢/ ١٩).
(*١) انظر: (ديوانه ١٣).
(٢) وقراءة ابن أبى إسحاق، والأعمش. انظر: (الكشاف ١٥٣/ ٣، مجمع البيان ٢٢٧/ ٧، الإتحاف ٣٣٨، البحر المحيط ٨٦/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>