للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورادا وشقر (١)

يريد: شقرا.

وأما عضد فلغة صريحة غير مصنوعة، ونظيرها رجل وقل ووقل، ووظيف عجر وعجر. من العضد قولهم: عضدت فلانا إذا قويته؛ وذلك لأن العضد أقوى اليد، ومنه عضادتا الباب: جانباه؛ لأنهما كالعضدين له، وعليه بقية الباب.

***

{ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ} (٥٧)

ومن ذلك قراءة أبان بن تغلب: «ثمرات»، بضمّتين.

قال أبو الفتح: الواحدة ثمرة، كخشبة، وثمر، كخشب، ومثله أكمة وأكم، ثم ضمت الميم إشباعا وتمكينا، كقولهم فى برد: برد وفى قفل قفل، ثم جمع ثمر على ثمرات جمع التأنيث؛ لأنه لمّا لم يعقل جرى مجرى المؤنث، وذلك عندنا لتخضّع ما لا عقل له، فلحق بذلك بضعفة التأنيث، فعليه قالوا: يا لثارات فلان: جمع ثار لما لم يكن من ذوى العلم. ونحوه قول أبى طالب:

أسد تهدّ بالزّئيرات الصّفا

جمع زئير، والعلة واحدة. وقد ذكرنا هذا مستقصى فى تفسير ديوان المتنبى عند قوله (٢):

ففى النّاس بوقات لها وطبول (٣)

ومنه ما أنشده الأصمعىّ من قول الراجز:

واردد إلى حورات حور شقّه

فجمع حورا على حورات لما ذكرنا.

***


(١) سبق الاستشهاد به فى (٢٥٨/ ١).
(٢) من قصيدته التى مطلعها: ليالى بعد الظاعنين شكول طوال وليل العاشقين طويل انظر: (ديوانه ٢١٧/ ٣).
(٣) صدره: «إذا كان بعض الناس سيقا لدولة». انظر: (ديوانه ٢٢٩/ ٣). البوقات: جمع بوق، وهو ذاك الذى ينفخ فيه ويزمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>