للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصارت «أىّ» فإذا حذفت الياء تخفيفا فإنها الثانية، فإذا زالت الثانية أوجب القياس أن تعود الأولى إلى أصلها وهى الواو، فيقال: أو ما الأجلين قضيت.

والذى حسّن عندى إظهار العين هنا ياء مع زوال الياء القالبة لها من بعدها-أنها إنما حذفت اللام تخفيفا وهى منوية مرادة معتقدة؛ فأقرّت العين مقلوبة ياء؛ دلالة على إرادة الياء التى هى لام، وإشادة بها، كما صحت الواو الثانية فى قوله:

وكحل العينين بالعواور (١)

دلالة على إرادة الياء فى عواوير، وأنها إنما حذفت استحسانا وتخفيفا، لا وجوبا وتصميما. وكما قالوا: اضتقطت النوى، فصحّت التاء، ولم تقلب طاء لوقوع الضاد قبلها، كما قلبت فى اضطراب واضطمر؛ دلالة على أن الضاد فيها بدل من شين اشتقطت، فقد قالوهما جميعا: اضتقطت، واشتقطت. وكما قالوا: كان من الأمر ذيت وكيت. فأقروا الياء بحالها دلالة على أن التاء فيها بدل من ياء ذيّة وكيّة؛ فتركت الياء دلالة على إرادة التثقيل. ويجب-على ما قدمنا-أن «ذيّة» من باب طويت على ما مضى، فكان يجب إذا حذفت اللام التى هى الياء أن تعاد الواو إلى أصلها، فيقال: ذوت، وكذلك القول فى كيت، والعلة فى الجميع واحدة. وأنشدنا أبو علىّ للفرزدق:

تنظّرت نصرا والسّماكين أيهما … علىّ من الغيث استهلّت مواطره (٢)

فهذا كقراءة الحسن: «أيما الأجلين» سواء.

***

{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} (٣٥)

ومن ذلك قراءة الحسن: «عضدك» (٣).

قال أبو الفتح: فيها خمس لغات: عضد، وعضد، وعضد، وعضد، وعضد. وأفصحها وأعلاها عضد بوزن رجل، وعضد مسكن من عضد، وعضد منقول الضمة من الضاد إلى العين، وعضد بالضمتين جميعا كأنه تثقيل عضد. وقد شاع عنهم نحو ذلك، كقولهم فى تكسير أحمر: حمر، قال طرفة:


(١) سبق الاستشهاد به (٢١٣/ ١).
(٢) سبق الاستشهاد به فى (١٩٣/ ١).
(٣) وقراءة زيد بن على. انظر: (البحر المحيط ١١٨/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>