للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكتاب فى نحوه، وهو قوله سبحانه: {وَاِتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} (١) أى: لا تجزى فيه، ثم حذف «فيه» معتبطا لحرف الجر والضمير لدلالة الفعل عليهما.

وقال أبو الحسن: حذف «فى» فبقى «تجزيه»؛ لأنه أوصل إليه الفعل، ثم حذف الضمير من بعد، ففيه. حذفان متتاليان شيئا على شئ، وهذا أرفق، والنفس به أبسأ من أن يعتبط الحرفان معا فى وقت واحد.

وقرأ أيضا: «وحينا تصبحون» (*١)، والطريق واحد.

***

{لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} (٣٤)

ومن ذلك قراءة أبى العالية: «فيمتّعوا (٢)» فسوف يعلمون» (٣).

قال أبو الفتح: «يمتّعوا» معطوف على قوله: «ليكفروا بما آتيناهم فيمتّعوا»، أى: فتطول أعمارهم على كفرهم فسوف يعلمون، تهدّدا على ذلك.

***

{فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} (٤٨)

ومن ذلك قراءة علىّ عليه السلام: «من خلله» (٤)، وكذا ابن عباس والضحاك والحسن، بخلاف.

قال أبو الفتح: يجوز أن يكون «خلل» واحد خلال، كجبل وجبال، ودار وديار. ويجوز أن يكون خلال واحدا عاقب خللا، كالغرا والغراء، والصلى والصّلاء. وسمى الرجل خليلا، كأنه يسد خلل خليله؛ فهذا إذا للسلب لا للإثبات، كالسّكاك للهواء بين الأرض والسماء، كأنه استلب معنى: «س ك ك»، وهو الضيق، وقد تقدم نحو هذا.

***


(١) سورة البقرة الآيتان (٤٨،١٢٣).
(*١) انظر: (الكشاف ٢١٦/ ٣، القرطبى ١٥/ ١٤، مجمع البيان ٢٩٧/ ٨، النحاس ٥٨/ ١٢، مغنى اللبيب ١٠٨/ ٢، العكبرى ١٠٠/ ٢).
(٢) انظر: (مجمع البيان ٣٠٤/ ٨، البحر المحيط ١٧٣/ ٧).
(٣) انظر: (الأخفش ٤٣٣٨/ ٢، البحر المحيط ١٧٣/ ٧).
(٤) انظر: (مجمع البيان ٣٠٨/ ٨، النحاس ٥٩٤/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>