للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: حكى أبو الحسن عن عيسى بن عمران، قال: ما سمع، أو ما سمعنا: فعل إلا وقد سمعنا فيه: فعل، فقد يكون هذا منه أيضا، وقد ذكرناه قبل.

***

{بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ} (٣١)

ومن ذلك: «بنعمات الله»، ساكنة العين، قرأها جماعة منهم الأعرج (١).

قال أبو الفتح: ما كان على فعلة ففى جمعه بالتاء ثلاث لغات: فعلات، وفعلات، وفعلات كسدرة وسدرات، وسدرات، وسدرات. وكذلك فعلة فيها الثلاث أيضا: الإتباع والعدول عن ضمه العين إلى فتحها، والسكون هربا من اجتماع الضمتين: كغرفة وغرفات وغرفات، وغرفات.

قال أبو على: مما يدل على أن الألف والتاء فى هذا النحو فى تقدير الاتصال، وأنهما ليستا كتاء التأنيث فى نحو: سدرة، وبسرة: اطّراد الكسر فى نحو: سدرات، وكسرات، وعذرات، مع عزة فعل فى الواحد، يريد إبلا، وما لحق به مما لم يذكره صاحب الكتاب. ذكر ذلك عند تفسيره سيبويه: إنك لو سميت رجلا بذيت لقلت فيه: ذيات، بتخفيف الياء، فيمن رواه هكذا. وذكر هناك أيضا صحة الواو فى نحو: خطوات، وشوات مع ضمة ما قبلها، قال: ولو كانت الألف والتاء فى تقدير الانفصال لما صحت الواو فى نحو: خطوات، كما لا يصح فى فعلة من غزوت إذا بنيتها على التذكير فقلت: غزية.

وأنا من بعد أرى أن تسكين عين فعلات، كنعمات وسدرات-أمثل من تسكين عين فعلات، كغرفات؛ وذلك أن صدر سدرات قليل النظير، إنما هو إبل، وإطل، وامرأة بلز للضخمة، وما لا بال به. وصدر فعلات كثير، كبرد، ودرج، وقرط.

ومن قال: كسرات، فأثبت كسرة السين لم يقل كذلك فى رشوات؛ لأنه إن كسر الشين انقلبت الواو ياء. وكذلك مديات لا تضم ثانيها؛ لئلا تنقلب الياء واوا، فيقال مدوات كما كان يجب فى رشوات رشيات، لكنهم جنحوا فيهما إلى الإسكان الذى كان مستعملا فى الصحيح العين، نحو: ظلمات، وكسرات. فأما الفتح فجائز حسن نحو: رشوات، ومديات؛ لأن حرفى العلة تصحان هنا بعد الفتحة، نحو: قنوات، وحصيات.


(١) وقراءة الأعمش، وابن يعمر. انظر: (القرطبى ٧٩/ ١٤، الكشاف ٢٣٧/ ٣، مجمع البيان ٣٢٣/ ٨، البحر المحيط ١٩٣/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>