للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنا أرى أن إسكان عين فعلات مما جاء فى الشعر من الأسماء نحو قول ذى الرّمّة:

أبت ذكر عوّدن أحشاء قلبه … خفوقا ورفضات الهوى فى المفاصل (١)

ليس العذر فيه كالعذر فى قولهم: ظبية وظبيات، وغلوة وغلوات؛ وذلك أنه إذا فتح العين، وأجراها على الواجب فى ذلك من نحو: جفنات، وثمرات، وسفرات، لم يلزمه ما يحوج إلى الاعتذار من تصحيح اللام-وهى حرف علة محرك وقبله فتحة-كما يحتاج إلى الاعتذار من ذلك فى نحو: النزوان، والكروان، والنفيان، والصّميان. وحكى أبو زيد فى هذا الشرح: شرية وشريات، فجاءت فى النثر لا على الضرورة، وهذا مما ذكرت لك فاعرفه.

***

{فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} (٣٣)

ومن ذلك قراءة سماك بن حرب: «ولا يغرّنّكم بالله الغرور»، بضم الغين.

قال أبو الفتح: الغرور: الاغترار، أى لا يغرّنكم بالله اغتراركم وتمادى السلامة بكم. يقال: رجل غرّ وامرأة غرّ بلا هاء، وغرير وغريرة بالهاء. ومنه غرّ الثوب، أى: مطواه ومنثناه.

وحدثنى بعض أصحابنا، قال: دفع البزّاز إلى رؤبة ثوبا منشورا لينظر إليه، فرده وقال له: اطوه على غرّه، أى أعده إلى مطواه، وقال:

أنس غرائر ماهممن بريبة … كظباء مكّة صيدهنّ حرام

***


(١) سبق الاستشهاد به فى (١٣٧/ ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>