للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشهرين اللذين يتبعهما نصف ثالثهما؛ لأنه ليس كل شهرين يؤمر بلبثهما لا بد أن يصحبهما نصف ثالثهما، لكن البثا أنتما شهرين، أو الشهرين اللذين يتبعهما فى اللّبث نصف ثالثهما.

وصحت الإضافة فيهما هذا القدر من الوصلة بينهما. وقد أضافت العرب الأول إلى الثانى لأقلّ وأخفض من هذه الشبكة بينهما. أنشدنا أبو على:

إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة … سهيل أذاعت غزلها فى الغرائب

قال: فأضاف سهيلا إليها لجدها فى عملها عند طلوعه، وقريب من هذا قول الرجلين يحملان الخشبة-أحدهما لصاحبه-: خذ أنت طرفك، ولآخذ أنا طرفى. وإنما الطرف للخشبة، لا لحاملها، فاعرف كلام القوم تر العجب منه والحكمة البالغة فيه بإذن الله تعالى.

***

{إِلاّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ} (١٦٣)

ومن ذلك قراءة الحسن: «إلاّ من هو صال الجحيم» (١)، بضم اللام.

قال أبو الفتح: كان شيخنا أبو على يحمله على أنه حذف لام «صال» تخفيفا، وأعرب اللام بالضم، كما حذفت لام البالة من قولهم: ما باليت به بالة، وهى البالية، كالعافية والعاقبة.

وذهب قطرب فيه إلى أنه أراد جمع «صال»، أى: صالون، فحذف النون للإضافة وبقّى الواو فى صالو، فحذفها من اللفظ لالتقاء الساكنين، وحمل على معنى «من» لأنه جمع، فهو كقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} (٢)، وهذا حسن عندى، وقول أبى علىّ وجه مأخوذ به.

***

{فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ} (١٧٧)

ومن ذلك قراءة ابن مسعود: «فإذا نزل بساحتهم» (٣).


(١) وقراءة ابن أبى عبلة. انظر: (الفراء ٣٩٤/ ٢، الكشاف ٣٥٦/ ٣، البحر المحيط ٣٧٩/ ٧، الإتحاف ٣٧٩، النحاس ٧٧٦/ ٢، القرطبى ١٣٦/ ١٥، التبيان ٤٩٠/ ٨).
(٢) سورة يونس الآية (٤٢).
(٣) انظر: (الكشاف ٣٥٧/ ٣، البحر المحيط ٣٨٠/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>