للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: هو على حذف المضاف، أى: ما كنت صاحب بدع، ولا معروفة منى البدع. قال:

وكيف تواصل من أصبحت … خلالته كأبى مرحب (١)

أى: كخلالة أبى مرحب. وما أكثر هذا المضاف فى القرآن، وفصيح الكلام.

***

{بِوالِدَيْهِ إِحْساناً} (١٥)

ومن ذلك قراءة علىّ وأبى عبد الرحمن السّلمى: «بوالديه حسنا» (٢).

قال أبو الفتح: تحتمل اللغة أن تكون حسنا هنا مصدرا، كالمصادر التى اعتقب عليها الفعل والفعل، نحو الشّغل والشغل، والبخل والبخل، وهو واضح.

وتحتمل أن يكون الحسن هنا اسما صفة لا مصدرا، لكنه رسيل القبيح كقولنا: الحسن من الله، والقبيح من الشيطان، أى: وصّيناه بوالديه فعلا حسنا، ونصبه وصّيناه به؛ لأنه يفيد مفاد ألزمناه الحسن فى أبويه. وإن شئت قلت: هو منصوب بفعل غير هذا، لا بنفس هذا؛ فيكون منصوبا بنفس ألزمناه، لا بنفس وصّيناه؛ لأنه فى معناه.

***

{هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اِسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} (٢٤)

ومن ذلك قراءة ابن مسعود: «هذا عارض ممطرنا قال هود بل هو ما استعجلتم به» (٣).

قال أبو الفتح: قد كثر عنهم حذف القول؛ لدلالة ما يليه عليه، كقول الله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ} (٤)، أى: يقولون: سلام عليكم، وكذلك هذه القراءة، مفسرة لقراءة الجماعة: {بَلْ هُوَ مَا اِسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ،} لو


(١) انظر: (لسان العرب «رحب» أمالى القالى ١٩٥/ ١).
(٢) وقراءة عيسى بن عمر. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٠، الكشاف ٥٢٠/ ٣، البحر المحيط ٦٠/ ٨).
(٣) انظر: (القرطبى ٢٠٦/ ١٦، الكشاف ٥٢٢/ ٣، الكرمانى ٢٢٣/ ٢، الفراء ٥٥/ ٣).
(٤) سورة الرعد الآيتان (٢٣،٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>