للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{أَإِذا مِتْنا} (٣)

ومن ذلك قراءة يحيى والأعرج وشيبة وأبى جعفر وصفوان بن عمرو: «إذا متنا» (١)، بغير استفهام.

قال أبو الفتح: يحتمل هذا أمرين:

أحدهما: حذف همزة الاستفهام على القراءة العامة، فحذفها تخفيفا، وقد مضى نحو هذا، وذكرنا ضعفه.

والآخر: أن يكون غير مريد للهمزة، فكأنه قال: إذا متنا وكنا ترابا بعد رجعنا ونشورنا ودل قوله: {ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} على هذا الفعل الذى هو «بعد»، كما أن قولك: إذا زرتنى فلك درهم ناب قوله: فلك درهم عن الفعل الذى استحققت عليه درهما، وإن كان قوله: فلك درهم جوابا، وقوله: {ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} ليس جوابا؛ لأنه لا فاء فيه، غير أن دلالتهما على الفعل واحدة.

ومعنى قوله: {ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} أى بعيد فى التقدير والظن، لا فى الزمان؛ لأنهم لم يكونوا يعترفون بالبعث، لا قريبا ولا بعيدا.

***

{لَمّا جاءَهُمْ} (٥)

ومن ذلك قراءة الجّحدرى: «لما جاءهم» (٢)، بكسر اللام.

وقراءة الجماعة: {لَمّا جاءَهُمْ}.

قال أبو الفتح: معنى «لما جاءهم»، أى: عند مجيئه إياهم، كقولك: أعطيته ما سأل لطلبه، أى: عند طلبه ومع طلبه، وفعلت هذا لأول وقت، أى: عنده ومعه، وكقولك فى التاريخ: لخمس خلون، أى: عند خمس خلون، أو خمس خلون. فرجع ذلك المعنى إلى معنى القراءة العامة: {لَمّا جاءَهُمْ،} أى: وقت مجيئه إياهم قال:

شنئت العقر عقر بنى شليل … إذا هبّت لقاريها الرّياح (٣)

&


(١) انظر: (الكشاف ٤/ ٤، البحر المحيط ١٢٠/ ٨، الإتحاف ٣٩٨، وانظر قراءة «متنا» فى النشر ٢٤٢/ ٢،٢٤٣، غيث النفع ٣٠٧).
(٢) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٥، الكشاف ٤/ ٤، البحر المحيط ١٢١/ ٨).
(٣) انظر: لسان العرب «عقر».

<<  <  ج: ص:  >  >>