للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أى: عند وقتها. وقال تعالى: {لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاّ هُوَ} (١)، أى: عند وقتها.

***

{وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ} (١٠)

ومن ذلك ما يروى عن النبى صلّى الله عليه وسلّم: {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ،} و «باصقات» (٢).

قال أبو الفتح: الأصل السين، وإنما الصاد بدل منها؛ لاستعلاء القاف، فأبدلت السين صادا لتقرب من القاف؛ لما فى الصاد من الاستعلاء، ونحوه قولهم فى سقر: صقر، وفى السّقر الصّقر.

وروينا عن الأصمعى قال: اختلف رجلان من العرب فى السّقر، فقال أحدهما: بالصاد، وقال الآخر: بالسين؛ فتراضيا بأول من يقدم عليهما، فإذا راكب فأخبراه ورجعا إليه، فقال: ليس كما قلت، ولا كما قلت: إنما هو الزّقر. وهذا أيضا تقريب الحرف من الحرف، وذلك أن السين مهموسة، والقاف مجهورة، فأبدل السين زايا، وهى مجهورة، والزاى أخت السين، كما أن الصاد أختها. وهذا التقريب للحرف من الحرف باب طويل منقاد، وهو فى فصل الإدغام، وما أصنعه وألطفه وأظرفه!.

***

{وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} (١٩)

ومن ذلك ما روى عن أبى بكر رضى الله عنه، عند خروج نفسه: «وجاءت سكرة الحقّ بالموت» (٣)، وقرأ بها سعيد بن جبير وطلحة.

قال أبو الفتح: لك فى هذه الباء ضربان من التقدير:

إن شئت علقتها بنفس «جاءت»، كقولك: جئت بزيد أى: أحضرته وأجأته وإن شئت علقتها بمحذوف، وجعلتها حالا، أى: وجاءت سكرة الحق ومعها الموت،


(١) سورة الأعراف الآية (١٨٧).
(٢) وقراءة قطبة بن مالك. انظر: (الكشاف ٥/ ٤، القرطبى ٧/ ١٧، البحر المحيط ١٢٢/ ٨، الآلوسى ١٧٦/ ٢٦).
(٣) وقراءة عبد الله بن مسعود، وشعبة، وأبى عمران. انظر: (الطبرى ١٠٠/ ٢٦، الفراء ٧٨/ ٣، الكشاف ٧/ ٤، القرطبى ١٢/ ١٧، النحاس ٢١٧/ ٣، مجمع البيان ١٤٣/ ٩، زاد المسير ١٩٤/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>