للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى الجامع لتصريف «ج ن ن» أين وقعت إنما هو الاستخفاء والستر، منه الجن، والجنة، والجان، والجنّان، لاستتار الجن، ومنه المجنّ-للترس-لستره، ومنه الجنين لاستتاره فى الرحم، ومنه الجنّة؛ لأنها لا تكون جنّة حتى يكون فيها الشجر، وذلك ستر لها، والجنان: روح القلب لاستتار ذلك، والجنن: القبر، وعليه بقية الباب.

***

{اللاّتَ} (١٩)

ومن ذلك قراءة ابن عباس ومنصور بن المعتمر وطلحة: «اللاّتّ» (١).

قال أبو الفتح: روينا عن قطرب: كان رجل بسوق العكاظ يلتّ السّويق والسمن عند صخرة، فإذا باع السويق والسمن صب على الصخرة، ثم يلت. فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة، إعظاما لذلك الرجل صاحب السّويق. قال أبو حاتم: كان رجل يلت لهم السويق، فإذا شرب منه أحد سمن، فعبدوا ذلك الرجل. وحكى أبو الحسن فيها: «أفرأيتم اللاّت»، بكسر التاء. وذهب إلى أنها بدل من لام الفعل، بمنزلة التاء فى كيت وذيت، وأن الألف قبلها عين الفعل، بمنزلة ألف شاة وذات مال.

***

{الَّذِي وَفّى} (٣٧)

ومن ذلك قراءة النبى صلّى الله عليه وسلّم: «الّذى وفى»، خفيفة (٢). واختلف عنه، وهى قراءة أبى أمامة وسعيد بن جبير وابن السّميفع وأبى مالك.

قال أبو الفتح: هذا على تسمية المسبب باسم سببه. ألا ترى أن معناه الذى وعد ذلك، فوفى بحاضره وسيفى بغائبه يوم القيامة؟ وذلك منهم لصدق الوعد، أى: إذا قال فقد فعل، أو قد وقع ما يقوله. وهذا كقولهم: وعد الكريم نقد، ونقد اللئيم وعد.


(١) وقراءة مجاهد، وإبراهيم، وابن كثير (فى رواية)، وأبى صالح، وابن الزبير، وأبى الجوزاء، ورويس، ويعقوب، وحميد. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٧، الأخفش ١٣١٢/ ٢،٣٧٩، الفراء ٩٨/ ٣، الإتحاف ٤٠٢، القرطبى ١٠٠/ ١٧، البحر المحيط ١٦٠/ ٨ العكبرى ١٣٣/ ٢، مجمع البيان ١٧٤/ ٩، لسان العرب «لتت»).
(٢) وقراءة زيد بن على، وابن محيصن، وقتادة. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٧، القرطبى ١١٣/ ١٧، الإتحاف ١٠٣، الكشاف ٣٣/ ٤، الإتحاف ٤٠٣ الآلوسى ٦٦/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>