للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَوَابِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي تُجَابُ بِالْفَاءِ إلَّا النَّفْيَ مُطْلَقًا، وَالنَّهْيَ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ تَقُولُ زُرْنِي أُكْرِمْك، وَأَيْنَ بَيْتُك أَزُرْك، وَلَّيْت لِي مَالًا أُنْفِقْهُ، وَلَا تَنْزِلْ تُصِبْ خَيْرًا، وَلَا يَجُوزُ مَا تَأْتِينَا تُحَدِّثْنَا، وَلَا تَدْنُ مِنْ الْأَسَدِ يَأْكُلْك لِأَنَّ النَّفْيَ لَا يَدُلُّ عَلَى الْإِثْبَاتِ، وَجَازَ لَا تَفْعَلْ يَكُنْ خَيْرًا لَك.

(النَّوْعُ الثَّانِي فِي غَيْرِ الْعَوَامِلِ): وَهِيَ أَصْنَافٌ (مِنْهَا) حُرُوفُ الْعَطْفِ تِسْعَةٌ الْوَاوُ لِلْجَمْعِ بِلَا تَرْتِيبٍ، وَفِي ثُمَّ تَرَاخٍ دُونَ الْفَاءِ، وَفِي حَتَّى مَعْنَى الْغَايَةِ تَقُولُ: جَاءَنِي زَيْدٌ، وَعَمْرٌو، وَخَرَجَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو، وَقَامَ زَيْدٌ ثُمَّ عَمْرٌو، وَقَدِمَ الْحَاجُّ حَتَّى الْمُشَاةُ، (وَاوٌ) لِأَحَدِ الشَّيْئَيْنِ أَوْ الْأَشْيَاءِ نَحْوُ جَاءَنِي زَيْدٌ، وَعَمْرٌو، وَأَزَيْدٌ عِنْدَك أَوْ عَمْرٌو، وَجَالِسْ الْحَسَنَ أَوْ ابْنَ سِيرِينَ، وَكُلْ السَّمَكَ أَوْ اشْرَبْ اللَّبَنَ، (وَأَمْ) لِلِاسْتِفْهَامِ مُتَّصِلَةٌ نَحْوُ أَزَيْدٌ عِنْدَك أَمْ عَمْرٌو بِمَعْنَى أَيُّهُمَا عِنْدَك، وَمُنْقَطِعٌ نَحْوُ أَزَيْدٌ عِنْدَك أَمْ عِنْدَك عَمْرٌو، وَإِنَّهَا لَإِبِلٌ أَمْ شَاةٌ بِمَعْنَى بَلْ أَهِيَ شَاةٌ، (وَلَا) لَنَفْيِ مَا، وَجَبَ لِلْأَوَّلِ نَحْوُ جَاءَنِي زَيْدٌ لَا (عَمْرٌو)، وَبَلْ لِلْإِضْرَابِ عَنْ الْأَوَّلِ، وَالْإِثْبَاتِ لِلثَّانِيَّ نَحْوَ مَا جَاءَنِي زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو، (وَلَكِنْ) لِلِاسْتِدْرَاكِ بَعْدَ النَّفْي نَحْو مَا جَاءَنِي زَيْدٌ لَكِنْ عَمْرٌو هِيَ فِي عَطْفِ الْمُفْرَدَاتِ نَقِيضَةُ لَا، وَفِي عَطْفِ الْجُمَلِ نَظِيرَةُ بَلْ فِي مَجِيئِهَا بَعْدَ النَّفْيِ، وَالْإِثْبَاتِ.

، (وَمِنْهَا حُرُوفُ التَّصْدِيقِ)، وَهِيَ (نَعَمْ، وَبَلَى، وَأَجَلْ، وَإِي) فَنَعَمْ تَصْدِيقٌ لِمَا تَقَدَّمَهَا مِنْ كَلَامٍ مُثْبَتٍ أَوْ مَنْفِيٍّ خَبَرًا كَانَ أَوْ اسْتِفْهَامَا كَمَا إذَا قِيلَ لَك: قَامَ زَيْدٌ فَقُلْت: نَعَمْ كَانَ الْمَعْنَى قَامَ أَوْ قِيلَ: لَمْ يَقُمْ فَقُلْت: نَعَمْ فَالْمَعْنَى لَمْ يَقُمْ كَذَا إذَا قِيلَ: أَقَامَ زَيْدٌ أَوْ لَمْ يَقُمْ، وَقَدْ قَالُوا: إنَّ نَعَمْ تَصْدِيقٌ

لِمَا بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَبَلَى إيجَابٌ لِمَا بَعْدَ النَّفْيِ كَمَا إذَا قِيلَ: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ أَوْ لَمْ يَقُمْ فَقُلْت: بَلَى كَانَ الْمَعْنَى قَدْ قَامَ وَأَجَلْ يَخْتَصُّ بِالْخَبَرِ نَفْيًا، وَإِثْبَاتًا إي: لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا مَعَ الْقَسَمِ.

(وَمِنْهَا حَرْفُ الصِّلَةِ) أَيْ: الزِّيَادَةِ إنْ فِي مَا إنْ رَأَيْت، وَأَنْ فِي (فَلَمَّا

<<  <   >  >>