الفقراء، بالإِحسان وأداء الزكوات {والصائمين والصائمات} أي الصائمين لوجه الله شهر رمضان وغيره من الأيام، فالصوم زكاة البدن يزكيه ويطهّره {والحافظين فُرُوجَهُمْ والحافظات} أي عن المحارم والآثام، وعما لا يحل من الزنى وكشف العورات {والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات} أي المديمين ذكر الله بألسنتهم وقلوبهم في كل الأوقات والأمكنة {أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} أي أعدَّ لهؤلاء المتقين الأبرار، المتصفين بالصفات الجليلة أعظم الأجر والثواب وهو الجنة، مع تكفير الذنوب بسبب ما فعلوه من الأعمال الحسنة.
البَلاَغَة: تضمنت الآيات وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
١ - الإِطناب بتكرار الإسم الظاهر {هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ} كرر الإسم الكريم للتشريف والتعظيم.
٢ - الإستعارة {قضى نَحْبَهُ} النحبُ، النذر، واستعير للموت لأنه نهاية كل حي، فكأنه نذر لازم في رقبة الإِنسان.
٣ - الجملة الاعتراضية {وَيُعَذِّبَ المنافقين إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} للتنبيه على أن أمر العذاب أو الرحمة موكول لمشيئته تعالى.
٤ - المقابلة بين {إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا} وبين {وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الله وَرَسُولَهُ والدار الآخرة} .
٥ - التشبيه البليغ {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهلية} أي كتبرج أهل الجاهلية حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه فصار بليغاً.
٦ - عطف العام عل الخاص {وَأَطِعْنَ الله وَرَسُولَهُ} بعد قوله: {وَأَقِمْنَ الصلاة وَآتِينَ الزكاة} فإن إطاعة الله ورسوله تشمل كل ما تقدم من الأوامر والنواهي.
٧ - الإستعارة {يُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس. . أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} استعار الرجس للذنوب، الطهر للتقوى لأن عرض المرتكب للمعاصي يتندس، وأما الطاعة فالعرض معها نقي مصون كالثوب الطاهر.
٨ - الإِيجاز بالحذف {والحافظات} حذف المفعول لدلالة السابق عليه أي والحافظات فوجهن.
٩ - التغليب {أَعَدَّ الله لَهُم} غلَّب الذكور وجمع الإِناث معهم ثم أدرجهم في الضمير.
١٠ - توافق الفواصل مثل {يَسِيراً، قَدِيراً، كَثِيراً} وهو من المحسنات البديعية.