المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى حال اليهود وما هم عليه من الحسد والعناد والجحود، وذكر ما أعده لهم من العذاب والنكال في الآخرة، أعقبه بتوجيه المؤمنين إِلى طريق السعادة بطاعة الله ورسوله وأداء الأمانات والحكم بالعدل بين الناس، ثم ذكر صفات المنافقين التي ينبغي الحذر منها والبعد عنها.
اللغَة:{نِعِمَّا} أصلها نعم ما أي نعم الشيء يعظكم به {تَأْوِيلاً} مآلاً وعاقبة {يَزْعُمُونَ} الزعم: الاعتقاد الظني قال الليث: أهل العربية يقولون: زعم فلان إِذا شكُّوا فيه فلم يعرفوا أَكَذَب أو صدَقَ وقال ابن دريد: أكثر ما يقع على الباطل ومنه قولهم «زعموا مطيّّةُ الكذب»{تَوْفِيقاً} تأليفاً والوفاق والوَفْق ضد المخالفة {بَلِيغاً} مؤثراً {شَجَرَ} اختلف واختلط ومنه الشجر لتداخل أغصانه واختلاط بعضها في بعض {حَرَجاً} ضيقاً وشكاً قال الواحدي: يقال للشجر الملتف الذي لا يكاد يوصل إِليه حرج.
سَبَبُ النّزول: أ - روي أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما دخل مكة يوم الفتح أغلق «عثمان بن طلحة» باب الكعبة وصعد السطح وأبي أن يدفع المفتاح لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقال: لو علمتُ أنه رسول الله لم أمنعه فلوى عليٌّ يده وأخذه منه وفتح بابها فدخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وصلى ركعتين فلما خرج أمر علياً أن يردّ المفتاح إِلى عثمان بن طلحة ويعتذر إِليه فقال له عثمان: آذيتَ وأكرهت ثم جئتَ تترفق!! فقال لقد أنزل الله في شأنك قرآناً {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات إلى أَهْلِهَا ... } وقرأ عليه الآية