المنَاسَبَة: زعم اليهود والنصارى أن إِبراهيم والأنبياء معه كانوا يهوداً ونصارى وقد كانت قبلة الأنبياء بيت المقدس وكان صلوات الله عليه وهو بمكة يستقبل بيت المقدس فلما أُمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالتوجه إِلى الكعبة المشرّفة طعن اليهود في رسالته واتخذوا ذلك ذريعة للنيل من الإِسلام وقالوا: لقد اشتاق محمد إِلى مولده وعن قريب يرجع إِلى دين قومه، فأخبر الله رسوله الكريم بما سيقوله السفهاء ولقّنه الحجة الدامغة ليردّ عليهم، ويوطّن نفسه على تحمل الأذى منهم عند مفاجأة المكروه، وكان هذا الإخبار قبل تحويل القبلة معجزة له عليه السلام.
اللغَة:{السفهآء} جمع سفيه وهو الجاهل ضعيف الرأي، قليل المعرفة بالمنافع والمضار، وأصل السفه الخفة والرقة من قولهم ثوب سفيه إذا كان خفيف النسيج {وَلاَّهُمْ} صرفهم يقال: ولّى عن الشيء وتولّى عنه أي انصرف {وَسَطاً} قال الطبري: الوسط في كلام العرب: الخيار وقيل: العدل، وأصل هذا أن خير الأشياء أوساطها وأن الغلو والتقصير مذمومان {عَقِبَيْهِ} تثنية عقب وهو مؤخر القدم {كَبِيرَةً} شاقة وثقيلة {شَطْرَ} الشطر في اللغة يأتي بمعنى الجهة كقول الشاعر: تعدو بنا شطر نجد وهي عاقدة، ويأتي بمعى النصف ومنه الحديث «الطهور شطر الإِيمان» .