المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى المحرمات من النساء وذكر قبلها تفضيل الله الرجال عليهن في الميراث، جاءت الآيات تنهى عن تمني ما خصّ الله به كلاً من الجنسين لأنه سبب للحسد والبغضاء، ثم ذكر تعالى حقوق كلٍ من الزوجين على الآخر، وأرشد إِلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشور والعصيان.
اللغَة:{مَوَالِيَ} المَوْلى: الذي يتولى غيره يقال للعبد مَوْلى وللسيد مَوْلى لأن كلاً منهما يتولى الآخر والمراد به هنا الورثة والعصبة {قَوَّامُونَ} قوّام: مبالغة من القيام على الأمر بمعنى حفظه ورعايته أي يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية {قَانِتَاتٌ} مطيعات وأصل القنوت دوام الطاعة {نُشُوزَهُنَّ} عصيانهن وترفعهن وأصله المكان المرتفع ومنه تلٌّ ناشز ويقال: نشزت المرأة إِذا ترفعت على زوجها وعصته {المضاجع} جمع مضجع وهو المرقد {شِقَاقَ} الشقاق: الخلاف والعداوة مأخوذ من الشق بمعنى الجانب لأن كلاً من المتشاقين يكون في شق غير شق صاحبه أي في ناحية {الجنب} البعيد الذي ليس له قرابة تربطه بجاره، وأصل الجنابة: البعد {مُخْتَالاً} المختال: ذو الخيلاء والكبر {مِثْقَالَ} وزن {الغآئط} الحدث وأصله المطمئن من الأرض وكانوا إِذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا منخفضاً من الارض فكني عن الحدث بالغائط.
سَبَبُ النّزول: أ - عن مجاهد قال: قالت «أم سلمة» يا رسول الله: يغزو الرجال ولا نغزو وإِنما لنا نصف الميراث فأنزل الله {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} الآية.
ب - روي أن سعد بن الربيع - وكان نقيباً من نقباء الأنصار - نشزت عليه امرأته «حبيبة بنت زيد» فلطمها فانطلق أبوها معها إِلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقال: أفرشته كريمتي فلطمها فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لتقتصَّ منه فنزلت {الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء} فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أردنا أمراً وأراد الله أمراً والذي أراد الله خير» .