المنَاسَبَة: لما ذكر الله تعالى إعراض المشركين عن القرآن وعن الإِيمان بالنبي عليه السلام، ذكر في هذه الآيات السبب في ذلك وهو أن القرآن نور وشفاء يهتدي به المؤمنون، وأما الكافرون فهم بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون ولا يستجيبون، ثم ذكر اقتراح المشركين بعض الآيات وشبههم بالصم البكم الذين لا يعقلون.
اللغَة:{تَضَرَّعُواْ} التضرع من الضراعة وهي الذلة يقال: ضرع فهو ضارع {البأسآء} من البؤس وهو الفقر {الضرآء} من الضر وهو البلاء قال القرطبي: البأساء في الأموال، والضراء في الأبدان، هذا قول الأكثر {مُّبْلِسُونَ} المبلس: اليائس من الخير من أبلس الرجل إذا يئس ومنه «إبليس» لأنه أبلس من رحمة الله عَزَّ وَجَلَّ {دَابِرُ} الدابر: الآخر ودابر القوم: خلفهم من نسلهم قال قطرب: يعني استؤصلوا وأهلكوا قال الشاعر:
فأهلكوا بعذابٍ حصَّ دابرهم ... فما استطاعوا له صرفاً ولا انتصروا
{يَصْدِفُونَ} صَدَف عن الشيء أعرض عنه {تَطْرُدِ} الطرد: الإِبعاد مع الإِهانة {الفاصلين} الحاكمين.
سَبَبُ النّزول: عن ابن مسعود قال: مرّ الملأ من قريش على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وعنده «صهيب، وخبّاب، وبلال، وعمّار» وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا يا محمد: أرضيتَ بهؤلاء من قومك {