المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى ما قاله السفهاء من اليهود عند تحويل القبلة من بيت المقدس إِلى الكعبة المعظمة، وأمر رسوله بأن يتوجه في صلاته نحو البيت العتيق، ذكر في هذه الآيات أن أهل الكتاب قد انتهوا في العناد والمكابرة إِلى درجة اليأس من إِسلامهم، فإِنهم ما تركوا قبلتك لشبهة عارضة تزيلها الحجة، وإنما خالفوك عناداً واستكباراً، وفي ذلك تسلية له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من جحود وتكذيب أهل الكتاب.
اللغَة:{آيَةٍ} الآية: الحجة والعلامة {أَهْوَاءَهُم} جمع هوى مقصور، وهوى النفس: ما تحبه وتميل إليه {الممترين} الامتراء: الشك، امترى في الشيء شك فيه ومنه المراء والمرْية {وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ}[الحج: ٥٥] أي شك {وِجْهَةٌ} قال الفراء: وجهة وجِهَة ووجه بمعنى واحد والمراد بها