المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى ما حلَّ بالكفار من العذاب والدمار، أردفه بذكر قصة موسى مع فرعون تسلية لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عما يلقاه من الأذى والتكذيب، وبياناً لسنة الله تعالى في أهلاك الظاليمن، ثم ذكر موقف مؤمن آل فرعون ونصيحته لقومه، وهي مواقف بطولية مشرِّفة في وجه الطغيان.
اللغَة:{استحيوا} استبقوا بناتهم على قيد الحياة {ضَلاَلٍ} ضياع وبطلان {عُذْتُ} اعتصمت وتحصنتُ والتجأت {ظَاهِرِينَ} غالبين مستعلين {بَأْسِ الله} عذابه وانتقامه {دَأْبِ} عادة وشأن {التناد} يوم القيامة للنداء فيه إلى المحشر، أو المناداة الناس بعضهم بعضاً قال أمية بن الصَّلت:
وبثَّ الخلق فيها إذ دحاها ... فهم سكَّانُها حتى التَّنادِ
{عَاصِمٍ} مانع ودامع {صَرْحاً} قصراً وبناءً عظيماً حالياً {تَبَابٍ} خسران وهلاك {لاَ جَرَمَ} حقاً ولا محالة {حَاقَ} نزل وأحاط.
التفسِير:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} اللام موطئة للقسم أي والله لقد بعثنا رسولنا موسى بالآيات البينات، والدلائل الواضحات، وبالبرهان البيّن الظاهر وهو معجزة اليد والعصا {إلى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ} أي إلى فرعون الطاغية الجبار، ووزيره هامان، وقارون