المنَاسَبَة: لمّا ذكر تعالى في الآيات السابقة أحكام القتال، وبيّن الهدف السامي من مشروعيته وهو نصرة الحق وإِعزاز الدين وحماية الأمة من أن يلتهمها العدو الخارجي، ذكر بعدها ما يتعلق بإِصلاح المجتمع الداخلي على أسس من الفضيلة والخُلق الكريم، ولا بدّ للدولة من الإِصلاح الداخلي والخارجي لقتوم دعائهما على أسسٍ متينة وتبقى صرحاً وشامخاً لا تؤثر فيه الأعاصير.
اللغَة:{الخمر} المسكر من الأشربة سميت خمراً لأنها تستر العقل وتغطيه ومنه خمّرتُ الإِناء أي غطيته. {الميسر} القمار وأصله من اليسر لأنه كسب من غير كدّ ولا تعب، وقيل من اليسار لأنه سبب الغنى. {إِثْمٌ} الإِثم: الذنب وجمعه آثام وتسمى الخمر ب «الإِثم» لأن شربها سبب في الإِثم قال الشاعر:
شربت الإِثم حتى ضلَّ عقلي كذاك الإِثم تذهب بالعقول ... {العفو} الفضل والزيادة على الحاجة. {أَعْنَتَكُمْ} أوقعكم في الحرج والمشقة، وأصل العنت: المشقة. {أَمَةٌ} الأَمَةُ: المملوكة بملك اليمين وهي تقابل الحرة وجمعها إماء. {المحيض} مصدر بمعنى الحيض كالمعيش بمعنى العيش، وأصل الحيض: السيلان يقال: حاض السيل وفاض وحاضت الشجرة أي سألت ويقال للمرأة حائض وحائضة وأنشد الفراء:
كحائضةٍ يُزنى بها غيرَ طاهر ... {حَرْثٌ} الحرث: إِلقاء البذر في الأرض قاله الراغب، وقال الجوهري: الحرث: الزرع، والحارث الزارع ومعنى حرث أي مزرعٌ ومنبتٌ للولد على سبيل التشبيه. {عُرْضَةً} مانعاً وكل ما يعترض فيمنع عن الشيء فهو عُرضة ولهذا يقال للسحاب: عارض لأنه يمنع رؤية الشمس. {اللغو} الساقط الذي لا يعتد به سواءً كان كلاماً أو غيره ولغو الطائر: تصويته.
سَبَبُ النّزول: أ - جاء جماعة من الأنصار فيهم عمر بن الخطاب إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقالوا: