اللغَة:{يُفْرَقُ} يُبيَّن ويُفصَّل {ارتقب} انتظر {يَغْشَى} يغطي ويحيط {نَبْطِشُ} نأخذ بشدة وعنف {فَتَنَّا} ابتلينا وامتحنا {تَعْلُواْ} تتكبروا وتتطاولوا {عُذْتُ} استجرتُ والتجأت إلىلله {أَسْرِ} سر ليلاً {رَهْواً} ساكناً، والرهو عند العرب الساكن قال الشاعر:
والخيلُ تمزع رهواً في أعنَّتها ... كالطير تنجو من الشُئبوب ذي البرد
قال الجوهري: رها البحر أي سكن، وجاءت الخيل رهواً أي برفق وسكينة {مُنظَرِينَ} مؤخرين {نَعْمَةٍ} النَّعمة بفتح النون من التنعيم وهو سعة العيش والراحة، وبالكسر من المنة وهي العطية والإِفضال.
سَبَبُ النّزول: عن ابن مسعود قال: إن قريشاً لما استعصت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحطّ وجهدٌ حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر الى السماء فيرى مابينه وبينها كهيئة الدخان من الجهْد، فأنزل الله تعالى {فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السمآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} فأتي رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقيل يا رسول الله: استسق لمضر فإِنها قد هلكت، فاستسقى فُسقُوا فنزلت {إِنَّا كَاشِفُو العذاب قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ} فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله {يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} .
التفسير {حم} الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن وقد تقدم {والكتاب المبين} أي أُقسم بالقرآن البيِّن الواضح، الفارق بين طريق الهدى والضلال، البيِّن في إِعجازه، الواضح في أحكامه، وجوابه {إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} أي أنزلنا القرآن في ليلةٍ فاضلة كريمة هي ليلة القدر من شهر رضمان المبارك {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن}[البقرة: ١٨٥] قال ابن جزي: وكيفيةُ