٣ - {فَوَلِّ وَجْهَكَ} أطلق الوجه وأراد به الذات كقوله {ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٢٧] وهذا النوع يسمى «المجاز المرسل» من باب إِطلاق الجزء وإِرادة الكل.
الفوَائِد: الأولى: أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: «يُدعى نوح عليه السلام يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب فيقول: هل بلغت؟ فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم؟ فيقولون ما جاءنا من نذير فيقول من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلّغ» فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ {لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيداً} .
الثانية: سمى الله تعالى الصلاة «إيماناً» في قوله {وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي صلاتكم لأن الإِيمان لا يتمُّ إِلا بها، ولأنها تشتمل على نيةٍ وقولٍ وعمل.
الثالثة: في التعبير عن الكعبة بالمسجد الحرام إِشارة إِلى أن الواجب مراعاة الجهة دون العين، لأن في إِصابة عين الكعبة من البعيد حرجاً عظيماً على الناس.