للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى يقول الناس ممَّا رأوا ... يا عجباً للميّت الناشر

{يَبُورُ} يهلك يقال: بار يبور أي هلك وبطل، والبوار: الهلاك. {فُرَاتٌ} حلو شديد الحلاوة.

{أُجَاجٌ} شديد الملوحة قال في القاموس: أجَّ الماء أُجوجاً إذا اشتدت ملحوته. {قِطْمِيرٍ} القمطير: القشرة الرقيقة البيضاء التي بين التمرة والنواة.

التفسِير: {الحمد للَّهِ فَاطِرِ السماوات والأرض} أي الثناء الكامل، والذكر الحسن، مع التعظيم والتبجيل لله جلَّ وعلا، خالق السموات والأرض ومنشئها ومخترعها من غير مثل سبق، قال البيضاوي: {فَاطِرِ السماوات والأرض} أي مبدعهما وموجدهما على غير مثال {جَاعِلِ الملائكة رُسُلاً} أي جاعل الملائكة وسائط بين الله وأنبيائه لتبليغهم أوامر الله، قال ابن الجوزي: يرسلهم إلى الأنبياء وإلى ما شاء من الأمور {أولي أَجْنِحَةٍ مثنى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} أي أصحاب أجنحة، قال قتادة: بعضهم له جناحان وبعضهم له ثلاثة، وبعضهم له أربعة، ينزلون بها من السماء إلى الأرض، ويعرجون بها إلى السماء {يَزِيدُ فِي الخلق مَا يَشَآءُ} اي يزيد في خلق الملائكة كيف يشاء، من ضخامة الأجسام، وتفاوت الأشكال، وتعدد الأجنحة، وقد رأى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جبريل ليلة الإِسراء وله ستمائة جناح، بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب وقال قتادة: {يَزِيدُ فِي الخلق مَا يَشَآءُ} الملائحةُ في العينين، والحسنُ في الأنف، والحلاوة في الفم {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي هو تعالى قادر على ما يريد، له الأمر والقوة والسلطان، لا يمتنع عليه فعل شيءٍ أراده، ولا يتأبى عليه خلق شيء أراده، وصف تعالى نفسه في هذه الآيات بصفتين جليلتين تحمل كل منهما صفة القدرة وكمال الإِنعام الأولى: أنه فاطر السموات الأرض أي خالقهما ومبدعهما من غير مثالٍ يحتذيه، ولا قانون ينتحية، وفي ذلك دلالة على كمال قدرته، وشمول نعمته، فهو الذي رفع السماء بغير عمد، وجعلها مستويةٌ من غير أَوَد، وزينها بالكواكب والنجوم، وهو الذي بسط الأرض، وأودعها الأرزاق والأقوات، وبثَّ فيها البحار والأنهار، وفجَّر فيها العيون والآبار، إلى غير ما هنالك من آثار قدرته العظيمة، وآثار صنعته البديعة، وعبَّر عن ذلك كله بقوله: {فَاطِرِ السماوات والأرض} ، والثانية: اختيار الملائكة ليكونوا رسلاًَ بينه وبين أنبيائه، وقد أشار إلى طرفٍ من عظمته وكمال قدرته جل وعلا بأن خلق الملائكة بأشكال عجيبة، وصور غريبة، وأجنحة عديدة، فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له ستمائة جناح، ما بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب، كما هو وصف جبريل عليه السلام، ومنهم من لا يعلم حقيقة خِلقته وضخامة صورته إلا الله جل وعلا، فقد روى الزهري أن جبريل قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يا محمد كيف رأيت

<<  <  ج: ص:  >  >>