واعلموآ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} أي خافوا الله تعالى واعلموا أنكم مجموعون إليه للحساب فيجازيكم بأعمالكم.
البَلاَغَة: ١ - {يَبْلُغَ الهدي مَحِلَّهُ} كناية عن ذبحه في مكان الإحصار.
٢ - {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً} فيه إيجاز بالحذف أي كان مريضاً فحلق أو به أذى من رأسه فحلق فعليه فدية.
٣ - {وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} فيه التفات من الغائب إلى المخاطب وهو من المحسنات البديعية.
٤ - {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} فيه إجمال بعد التفصيل وهذا من باب «الإطناب» وفائدته زيادة التأكيد والمبالغة في المحافظة على صيامها وعدم التهاون بها أو تنقيص عددها.
٥ - {واتقوا الله واعلموا أَنَّ الله} إظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار لتربية المهابة وإدخال الروعة.
٦ - {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} صيغته نفيٌ وحقيقته نهيٌ أي لا يرفثْ ولا يفسقْ وهو أبلغ من النهي الصريح لأنه يفيد أن هذا الأمر ممّا لا ينبغي أن يقع أصلاً فإنَّ ما كان منكراً مستقبحاً في نفسه ففي أشهر الحج يكون أقبح وأشنع ففي الإتيان بصيغة وإرادة النهي مبالغة واضحة.
٧ - {فاذكروا الله كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ} فيه تشبيه تمثيلي يسمى (مرسلاً مجملاً) .
٨ - المقابلة اللطيفة بين {فَمِنَ الناس مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدنيا} وبين {وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدنيا حَسَنَةً ... } الآية.
فائِدة: أصل النسك: العبادة، وسميت ذبيحة الأنعام نسكاً لأنها من أشرف العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله تعالى.
فائدة ثانية: زاد الدنيا يوصل إلى مراد النفس وشهواتها، وزاد الآخرة يوصل إلى النعيم المقيم في الآخرة ولهذا ذكر تعالى زاد الآخرة وهو الزاد النافع وفي هذا المعنى يقول الأعشى:
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التقى ... ولاقيتَ بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله ... وأنك لم تُرْصِدْ كما كان أرصدا