٣ - الطباق بين {الغيب والشهادة} وهو من المحسنات البديعية.
٤ - التفنن بتقديم الأهم في الذكر {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً} لأن المقصود الأساسي هو التجارة فقدمها ثم قال {قُلْ مَا عِندَ الله خَيْرٌ مِّنَ اللهو وَمِنَ التجارة} فقدَّم اللهو على التجارة لأن الخسارة بما لا نفع فيه أعظم، فقدَّم ما هو أهم في الموضعين.
٥ - المجاز المرسل {وَذَرُواْ البيع} أطلق البيع وقصد جميع أنواع المعاملة من بيع وشراء وإِجارة وغيرها.
تنبيه: يوم الجمعة سمي بذلك لاجتماع المسلمين فيه للصلاة، وقد كان يسمى في الجاهلية «يوم العروبة» ومعناه الرحمة كما قال السهيلي، وأول من سمَّاه جمعة «كعب بن لؤي» وأول من صلى بالمسلمين الجمعة «أسعد بن زرارة» صلى بهم ركعتين وذكَّرهم، فسميت الجمعة حين اجتمعوا إِليه، فهي أول جمعة في الإِسلام.
فَائِدَة: كان «عراك بن مالك» إِذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال: «اللهم إني أحببتُ دعوتك، وصليتُ فريضتك، وانتشرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين» .
لطيفَة: التعبير بقوله تعالى {فاسعوا إلى ذِكْرِ الله} فيه لطيفة، وهي أنه ينبغي للمسلم أن يقوم إِلى صلاة الجمعة بعزيمة وهمة، وجد ونشاط، لأن لفظ السعي يفيد الجد والعزم، ولهذا قال الحسن البصري: والله ما هو سعيٌ على الأقدام، ولكنه سعيٌ بالنيبة والقلوب.