النفس الزكية المطمئنة فيقال لها {ياأيتها النفس المطمئنة} أي يا أيتها النفس الطاهرة الزكية، المطمئنة بوعد الله التي لا يلحقها اليوم خوفٌ ولا فزع {ارجعي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} أي ارجعي إِلى رضوان ربك وجنته، راضيةً بما أعطاك الله من النعم، مرضيةٌ عنده بما قدمت من عمل قال المفسرون: هذا الخطاب والنداء يكون عند الموت، فيقال للمؤمن عند احتضاره تلك المقالة {فادخلي فِي عِبَادِي} أي فادخلي في زمرة عبادي الصالحين {وادخلي جَنَّتِي} أي وادخلي جنتي دار الأبرار الصالحين.
البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يليك
٤ - المقابلة {فَأَمَّا الإنسان إِذَا مَا ابتلاه رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} وبين {وَأَمَّآ إِذَا مَا ابتلاه فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ. .} الآية فقد قابل بين {أَكْرَمَنِ وأَهَانَنِ} وبين توسعة الرزق.
٥ - الاستعارة اللطيفة الفائقة {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} شبه العذاب الشديد الذي نزل عليهم بسياطٍ لاذعة تكوي جسد المعذَّب واستعمل الصبَّ للإِنزال.
٦ - الالتفات {كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ اليتيم} في التفات من ضمير الغائب الى الخطاب زيادة في التوبيخ والعتاب، والأصل {بل لا يكرمون} .
٧ - الإِضافة للتشريف {فادخلي فِي عِبَادِي} .
٨ - السجع الرصين غير المتكلف مثل {وَلَيالٍ عَشْرٍ والشفع والوتر واليل إِذَا يَسْرِ} ومثل {وَثَمُودَ الذين جَابُواْ الصخر بالواد وَفِرْعَوْنَ ذِى الأوتاد الذين طَغَوْاْ فِي البلاد} الآيات.