للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكر الخاص بعد العام {نَصْرُ الله والفتح} نصر الله يشمل جميع الفتوحات فعطف عليه (فتح مكة) تعظيماً لشأن هذا الفتح واعتناءً بأمره.

٢ - إِطلاق العموم وإِرادة الخصوص {وَرَأَيْتَ الناس} لفظ الناس عام والمراد به العرب.

٣ - دين الله هو الإِسلام {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله} وأضافه اليه تشريفاً وتعظيماً، كبيت الله وناقة الله.

٤ - صيغة المبالغة {إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} لأن صيغة «فعال» للمبالغة.

تنبيه: هذه السورة الكريمة فيها نعيُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ولهذا تسمى سورة (التوديع) وحين نزلت قال رسول الله صلى اله عليه وسلم لعائشة: ما أراه إِلا حضور أجلي، وقال ابن عمر: نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع، ثم نزلت {اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] الآية فعاش بعدهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمانين يوماً. وروى الإِمام البخاري عن ابن عباس قال: «كان عمر يدْخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إِنه من علمتم!! فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم قال فما رأيت أنه دعاني إِلا ليريهم فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى {إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح} ؟ فقال بعضهم: أُمرنا بأن نحمد الله ونستغفره إِذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذا تقول يا ابن عباس؟ قلت: لا قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أعلمه إياه فقال {إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح} فذلك علامة أجلك {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واستغفره إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} فقال عمر: والله ما أعلم منها إِلا ما تقول» .

<<  <  ج: ص:  >  >>