أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء، ويكفي في شرف العلم قوله لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}[طه: ١١٤] وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن العلماء ورثة الأنبياء» وفي حديث ابن مسعود أن من قرأ قوله تعالى {شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ} الآية فإِنه يجاء به يوم القيامة فيقول الله تعالى: عبدي عهد إِليَّ عهداً وأنا أحقُّ من وفّى، أدخلوا عبدي الجنة.
لطيفَة: من أطرف ما قرأتُ في بيان فضل العلم تلك المحاورة اللطيفة بين العقل والعلم حيث يقول القائل وقد أبدع وأجاد:
علمُ العليمِ وعقلُ العاقل اختلفا ... من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال: أنا أحرزتُ غايتَه ... والعقلُ قال: أنا الرحمن بي عُرفا
فأفصح العلم إِفصاحاً وقال له ... بأيّنا الله في فرقانه اتّصفا
فبان للعقل أن العلم سيِّدهُ ... فقبل العقل رأس العلم وانصرفا